وحج المهدي في سنة ستين ومائة ويعقوب معه وفي سنة إحدى وستين تقدم إليه بتوجيه الأمناء إلى العمال في جميع الآفاق ففعل ذلك فلم يكن ينفذ شيء من الكتب للمهدي حتى يرد كتاب من يعقوب إلى أمينه بإنفاذه وكان وزير المهدي ابا عبيد الله معاوية بن عبد الله بن يسار الأشعري الطبراني صاحب مربعة عبيد الله ببغداد وكان جده يسار مولى عبد الله بن عضاه الأشعري فلم يزل الربيع بن يونس المقدم ذكره في حرف الراء يسعى به إلى المهدي وصحح على ابنه الزندقة فقتله المهدي وكان الربيع بعد ذلك يقبح أمره عنده ويقول له لا تثق به بعد قتلك ابنه ويذكر كفاية يعقوب ابن داود حتى عزله عن الوزارة وأفرده في ديوان الرسائل واستوزر يعقوب في سنة ثلاث وستين ثم إن المهدي عزل ابا عبيد الله عن ديوان الرسائل في سنة سبع وستين ورتب فيه الربيع بن يونس المذكور وكان أبو عبيد الله يصل إلى المهدي على عادته رعاية منه لخدمته فقال في ذلك علي بن الخليل الكوفي من جملة أبيات (قل للوزير أبي عبيد الله هل من باقيه) (يعقوب يلعب بالأمور * وأنت تنظر ناحية) (أدخلته فعلا عليك كذاك شؤم الناصيه) (وأخذت حتفك جاهدا * بيمينك المتراخية) وغلب يعقوب على أمور المهدي كلها وكان المنصور قد خلف في بيوت المال تسعمائة ألف ألف درهم وستين ألف درهم وكان الوزير أبو عبيد الله بشير على المهدي بالاقتصاد في الإنفاق وحفظ الأموال فلما عزل
(٢١)