وفيات الأعيان وأنباء أبناء الزمان - ابن خلكان - ج ٦ - الصفحة ٣٥٥
(ووافين إشراقا كنائس تدمر * وهن إل رعن المدخن صور) والمدخن بضم الميم وبالدال المهملة وفتح الخاء المعجمة المشددة وبعدها نون وسمي المدخن لأنه لا يزال عليه مثل الدخان من الضباب ثم بعد هذا وجدت في كتاب مفاتيح العلوم تأليف محمد بن أحمد بن محمد بن يوسف الخوارزمي أن بهرام جور بن بهرام بن سابور الجنود بن سابور ذي الأكتاف سمي بهرام جور لأنه كان مولعا بصيد العير وهو الحمار الوحشي والأهلي أيضا انتهى كلامه ثم إني حسبت مدة ملكهم بعد هذا فكانت إلى سنة الهجرة النبوية مقدار مائتين وست عشرة سنة فقد عاش هذا الحمار منذ وسمه بهرام جور إلى أن ذبح في سنة ستين وستمائة مقدار ثمانمائة سنة وأكثر والله أعلم قلت وقد تكرر في هذه الترجمة حديث زياد وبنيه وسمية وأبي سفيان ومعاوية وهذه الأشعار التي قالها يزيد بن مفرغ فيهم ومن لا يعرف هذه الأسباب قد يتشوف إلى الاطلاع عليها فنورد منها شيئا مختصرا فأقول (343) إن أبا الجبر الملك الذي ذكره أبو بكر ابن دريد في المقصورة المشهورة في البيت الذي يقوله فيها وهو (وخامرت نفس أبي الجبر الجوى * حتى حواه الحتف فيمن قد حوى) كان أحد ملوك اليمن واسمه كنيته وقيل هو أبو الجبر يزيد بن شرحبيل الكندي وقيل أبو الجبر بن عمرو وتغلب عليه قومه فخرج إلى بلاد فارس يستجيش كسرى عليهم فبعث معه جيشا من الأساورة فلما صاروا إلى كاظمة ونظروا إلى وحشة بلاد العرب وقلة خيرها قالوا إلى أين نمضي مع هذا
(٣٥٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 350 351 352 353 354 355 356 357 358 359 360 ... » »»