(أنطقني الدهر بعد إخراس * لنائبات أطلن وسواسي) (يا بؤس للدهر لا يزال كما * يرفع ناسا يحط من ناس) (لا أفلحت أمة وحق لها * بطول نكس وطول إتعاس) (ترضى بيحيى يكون سائسها * وليس يحيى لها بسواس) (قاض يرى الحد في الزناء ولا * يرى على من يلوط من باس) (يحكم للأمرد الغرير على * مثل جرير ومثل عباس) (فالحمد لله كيف قد ذهب العدل * وقل الوفاء في الناس) (أميرنا يرتشي وحاكمنا * يلوط والرأس شر ما راس) (لو صلح الدين فاستقام لقد * قام على الناس كل مقياس) (لا أحسب الجور ينقضي وعلى الأمة * وال من آل عباس) وظني أنها أكثر من هذا ولكن الخطيب لم يذكر إلا هذا القدر ونقلت من أمالي أبي بكر محمد بن القاسم الأنباري المقدم ذكره أن القاضي يحيى بن أكثم قال لرجل يأنس به ويمازحه ما تسمع الناس يقولون في قال ما أسمع إلا خيرا قال ما أسألك لتزكيني قال أسمعهم يرمون القاضي بالأبنة قال فضحك وقال اللهم غفرا المشهور عنا غير هذا وحكى أبو الفرج الأصبهاني في كتاب الأغاني ليحيى المذكور وقائع في هذا الباب وأن المأمون لما تواتر النقل عن يحيى بهذا أراد امتحانه فأخلى له مجلسا واستدعاه وأوصى مملوكا خزريا يقف عندهما وحده فإذا خرج المأمون يقف المملوك ولا ينصرف وكان المملوك في غاية الحسن فلما اجتمعا بالمجلس وتحادثا قام المأمون كأنه يقضي حاجة فوقف المملوك فتجسس المأمون عليهما
(١٥٤)