الملك المغيث من الشوبك وسلم إليه الكرك والشوبك وتلك النواحي وهو الآن ملكها ولم يزل مالكا لها إلى سنة إحدى وستين وستمائة فنزل الملك الظاهر ركن الدين بيبرس المذكور في ترجمة القاضي مجلي صاحب كتاب الذخائر بالغور وراسله وبذل له من تسليم البلد بذولا كثيرة وحلف له ويقال إنه ورى في اليمين ولم يستقض فيها فنزل إليه إلى منزله بالطور من الغور فقبض عليه ساعة وصوله وجهزه إلى قلعة الجبل بمصر واعتقله بها 221 وكان للمغيث ولد ينعت بالعزيز فخر الدين عثمان صغير السن فأمره الملك الظاهر ولم يزل في خدمته أميرا إلى أن فتح أنطاكية في شهر رمضان سنة ست وستين وستمائة وتوجه من الشام بعد ذلك إلى مصر فلما دخل إليها قبض عليه واعتقله وهو الآن معتقل بقلعة الجبل المذكورة وهذه قلعة الكرك هي المذكورة في ترجمة القاضي مجلي أيضا وكان الملك الظاهر يخاف على أولاده فكان يبالغ في تحصين القلعة المذكورة ويملؤها بالذخائر والأموال ولما جرى لولده السعيد ما ذكرنا في ترجمة القاضي مجلي وتوجه إلى الكرك نفعته تلك الذخائر ووجدها عونا له على زمانه 222 ولما توفي الملك السعيد ابن الملك الظاهر في الكرك كما ذكرناه في الترجمة المذكورة ملكها بعد أخوه الملك المسعود نجم الدين خضر ابن الملك الظاهر باتفاق ممن كان بها من مماليك أبيه ومن أمرائه وهو الآن متملكها مقيم بها ثم نزل منها بالأمان بعد حصاره فيها في مدة الأمير حسام الدين طرنطاي المنصوري كان نائب المملكة وتقدم العساكر ونزل معه أخوه الملك العادل سلامش بعد أخيه السعيد وتوجه إلى الديار المصرية إلى خدمة السلطان الملك
(٨٧)