ستة سوى عبد الله الونشريسي ثم إنه رحل إلى أقصى المغرب واجتمع بعبد المؤمن بعد ذلك وتوجهوا جميعا إلى مراكش وملكها يومئذ أبو الحسن علي بن يوسف بن تاشفين وقد سبق ذكر والده في ترجمة المعتمد بن عباد والمعتصم بن صمادح وكان ملكا عظيما حليما ورعا عادلا متواضعا وكان بحضرته رجل يقال له مالك بن وهيب الأندلسي وكان عالما صالحا فشرع محمد في الإنكار على جاري عادته حتى أنكر على ابنة الملك وله في ذلك قصة يطول شرحها وبلغ الملك خبره وأنه يتحدث في تغيير الدولة فتحدث مالك بن وهيب في أمره وقال نخاف من فتح باب يعسر علينا سده والرأي أن يحضر هذا الشخص وأصحابه لنسمع كلامهم بحضور جماعة من علماء البلد فأجاب الملك إلى ذلك وكان محمد وأصحابه مقيمين في مسجد خراب خارج البلد فطلبوهم فلما ضمهم المجلس قال الملك لعلماء بلده سلوا هذا الرجل ما يبغي منا فانتدب له قاضي المرية واسمه محمد بن أسود فقال ما هذا الذي يذكر عنك من الأقوال في حق الملك العادل الحليم المنقاد إلى الحق المؤثر طاعة الله تعالى على هواه فقال له محمد أما ما نقل عني فقد قلته ولي من ورائه أقوال وأما قولك إنه يؤثر طاعة الله تعالى على هواه وينقاد إلى الحق فقد حضر اعتبار
(٤٩)