وسقر وصقر فقال له النضر فإذا أنت أبو سالح ويشبه هذه النادرة ما حكي أيضا أن بغض الأدباء جوز بحضرة الوزير أبي الحسن بن الفرات أن تقام السين مقام الصاد في كل موضع فقال له الوزير أتقرأ * (جنات عدن يدخلونها ومن صلح من آبائهم وأزواجهم وذرياتهم) * (الرعد 23) أم من سلح فخجل الرجل وانقطع انتهى كلام الحريري قلت أنا والذي ذكره أرباب اللغة في جواز إبدال الصاد من السين أن كل كلمة كان فيها سين وجاء بعدها أحد الحروف الأربعة وهي الطاء والخاء والغين والقاف فيجوز إبدال السين بالصاد فنقول في السراط الصراط وفي سخر لكم صخر وفي مسغبة مصغبة وفي سيقل صيقل وقس على هذا كله ولم أر في شيء من كتب اللغة من ذكر هذا وحكى فيه خلافا سوى الجوهري في كتاب الصحاح في لفظة صدغ فإنه قال وربما قالوا السدغ بالسين قال قطرب محمد بن المستنير إن قوما من بني تميم يقال لهم بلعنبر يقلبون السين صادا عند أربعة أحرف عند الطاء والقاف والغين والخاء إذا كن بعد السين ولا يبالي أثانية كانت أم ثالثة أم رابعة بعد أن تكون بعدها يقولون سراط وصراط وبسطة وبصطة وسيقل وصيقل وسرقت وصرقت ومسغبة ومصغبة ومسدغة ومصدغة وسخر لكم وصخر لكم والسخب والصخب انتهى كلامه في هذا الفصل وأخبار النضر كثيرة والاختصار أولى وله تصانيف كثيرة فمن ذلك كتاب في الأجناس على مثال الغريب وسماه كتاب الصفات قال علي بن الكوفي الجزء الأول منه يحتوي على خلق الإنسان والجود والكرم وصفات النساء والجزء الثاني يحتوي على الأخبية والبيوت وصفة الجبال والشعاب والجزء الثالث يحتوي على الإبل فقط والجزء الرابع يحتوي على الغنم والطير والشمس والقمر والليل والنهار والألبان والكمأة والآبار والحياض والأرشية والدلاء وصفة الخمر والجزء الخامس
(٤٠٣)