وفيات الأعيان وأنباء أبناء الزمان - ابن خلكان - ج ٤ - الصفحة ١٠٨
قلت أرأيت إن أقمت معك فأصبت صيدا تجعل لي منه جزءا قال نعم فبينا نحن كذلك إذ وقعت ظبية في الحبالة فخرجنا نبتدر فبدرني إليها فحلها واطلقها فقلت له ما حملك على هذا قال دخلتني لها رقة لشبهها بليلى وأنشأ يقول (أيا شبه ليلى لا تراعي فإنني * لك اليوم من وحشية لصديق) (أقول وقد أطلقتها من وثاقها * فأنت لليلى ما حييت طليق) ولما عزم عبد الملك على الخروج إلى محاربة مصعب بن الزبير ناشدته زوجته عاتكة بنت يزيد بن معاوية أن لا يخرج بنفسه وأن يستنيب غيره في حربه ولم تزل تلح عليه في المسألة وهو يمتنع من الإجابة فلما يئست أخذت في البكاء حتى بكى من كان حولها من جواريها وحشمها فقال عبد الملك قاتل الله ابن أبي جمعة يعني كثيرا كأنه رأى موقفنا هذا حين قال (إذا ما أراد الغزو لم يثن عزمه * حصان عليها نظم در يزينها) (نهته فلما لم تر النهي عاقه * بكت فبكى مما شجاها قطينها) ثم عزم عليها أن تقصر فأقصرت وخرج لقصده ويقال إن عزة دخلت على أم البنين ابنة عبد العزيز وهي أخت عمر ابن عبد العزيز وزوجة الوليد بن عبد الملك فقالت لها أرأيت قول كثير (قضى كل ذي دين فوفى غريمه * وعزة ممطول معنى غريمها) ما كان ذلك الدين قالت وعدته قبلة فحرجت منها فقالت أم البنين أنجزيها وعلي إثمها ثم ندمت أم البنين فاستغفرت الله تعالى وأعتقت عن هذه الكلمة أربعين رقبة
(١٠٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 103 104 105 106 107 108 109 110 111 112 113 ... » »»