وفيات الأعيان وأنباء أبناء الزمان - ابن خلكان - ج ٤ - الصفحة ١١٢
(رهبان مدين والذين عهدتهم * يبكون من حذر العذاب قعودا) (لو يسمعون كما سمعت كلامها * خروا لعزة ركعا وسجودا) وبلغ كثيرا أن عزة مريضة وأنها تشتاقه فخرج يريدها فلما صار ببعض الطريق لقيه أعرابي من نهد فقال يا أبا صخر أين تريد قال أريد عزة قال فهل رأيت في وجهك شيئا قال لا إلا أني رأيت غرابا ساقطا فوق بانة ينتف ريشه قال توافى مصر وقد ماتت عزة فانتهزه كثير ثم مضى وعاد كثير إلى مصر فوافاها والناس منصرفون من جنازة عزة فقال (رأيت غرابا ساقطا فوق بانة * ينتف أعلى ريشه ويطايره) (فقلت ولو أني أشاء زجرته * بنفسي للنهدي هل أنت زاجره) (فقال غراب لاغتراب وفرقة * وبان فبين من حبيب تعاشره) (فما أعيف النهدي لا در دره * وازجره للطير لا عز ناصره) وكان كثير بمصر وعزة بالمدينة فاشتاق إليها فسافر نحوها فلقيها في الطريق وهي متوجهة إلى مصر وجرى بينهما كلام يطول شرحه ثم إنها انفصلت عنه وقدمت إلى مصر وعاد كثير إلى مصر فوافاها والناس ينصرفون من جنازتها فأتى قبرها وأناخ راحلته عنده ومكث ساعة ثم رحل وهو ينشد أبياتا منها (أقول ونضوي واقف عند قبرها * عليك سلام الله والعين تسفح) (وقد كنت أبكي من فراقك حية * فأنت لعمري اليوم أنأى وأنزح)
(١١٢)
مفاتيح البحث: العذاب، العذب (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 107 108 109 110 111 112 113 114 115 116 117 ... » »»