يحمل الطعام إلى المسافرين الواردين عليه ويخدمهم بنفسه مع كبر سنه وخرج حاجا إلى مكة وعقد له مجلس الوعظ ببغداد وسائر البلاد التي توجه إليها وأظهر العلم بالحرمين وعاد إلى نيسابور وقعد للتدريس بالمدرسة الناصحية وقام بإمامة مسجد المطرز وسمع صحيح مسلم من عبد الغافر الفارسي المقدم ذكره وصحيح البخاري من سعيد بن أبي سعيد وسمع من الشيخ أبي إسحاق الشيرازي والحافظ أبي بكر أحمد بن الحسين البيهقي وأبي القاسم عبد الكريم بن هوازن القشيري وإمام الحرمين وتفرد برواية عدة كتب للحافظ البيهقي مثل دلائل النبوة والأسماء والصفات والبعث والنشور والدعوات الكبيرة والصغيرة وكان يقال في حقه الفراوي ألف راوي وكانت ولادته سنة إحدى وقيل اثنتين وأربعين وأربعمائة بنيسابور وسمع الحديث سنه سبع وأربعين وتوفي ضحوة يوم الخميس الحادي وقيل الثاني والعشرين من شوال سنة ثلاثين وخمسمائة رحمه الله تعالى والفراوي بضم الفاء وفتح الراء وبعدها الف ثم واو هذه النسبة إلى فراوة وهي بليدة مما يلي خوارزم يقال لها رباط فراوة بناها عبد الله بن طاهر في خلافة المأمون وهو يومئذ أمير خراسان وقد نقدم ذكره
(٢٩١)