وأما الصالح بن رزيك فإنه دخل القاهرة بغير قتال وما قدم شيئا على النزول بدار عباس المعروفة بدار المأمون ابن البطحائحي وهي اليوم مدرسة للطائفة الحنفية وتعرف بالسيوفية واستحضر الخادم الصغير الذي كان مع الظافر ساعة قتله وسأله عن الموضع الذي دفن فيه فعرفه به وقلع البلاطة التي كانت عليه وأخرج الظافر ومن معه من المقتولين وحملوا وقطعت لهم الشعور وانتشر البكاء والنياح في البلد ومشى الصالح والخلق قدام الجنازة إلى موضع الدفن وهو في تربة آبائه وهي معروفة في قصرهم وتكفل الصالح بالصغير ودبر أحواله واما عباس ومن معه فإن أخت الظافر كاتبت فرنج عسقلان بسببه وشرطت لهم مالا جزيلا بسببه إذا أمسكوه فخرجوا عليه وصادفوه فتواقعوا وقتلوا عباسا وأخذو ماله وولده وانهزم بعض أصحابه إلى الشام وفيهم ابن منقذ فسلموا وسيرت الفرنج نصر بن عباس إلى القاهرة تحت الحوطة في قفص حديد فلما وصل تسلم رسولهم ما شرطوا لهم من المال فأخذوا نصرا المذكور وضربوه بالسياط ومثلوا به وصلبوه بعد ذلك على باب زويلة ثم أنزلوه يوم عاشوراء من سنة إحدى وخمسين وخمسمائة ثم أحرقوه هذه خلاصة الواقعة وإن كان فيها طول وكان دخول نصر بن عباس إلى القصر بالقاهرة في السابع والعشرين من شهر ربيع الأول من سنة خمسين وخمسمائة وأخرج من القصر يوم الاثنين سادس عشر شهر ربيع الآخر من السنة وكان قد قطعت يده اليمنى وقرض جسمه بالمقاريض والله أعلم وقيل كان ذلك يوم الجمعة ثامن الشهر المذكور ولم تطل مدة الفائز في ولايته وكانت ولادته يوم الجمعة لتسع بقين من المحرم سنة أربع وأربعين وخمسمائة وتولى في تاريخ وفاة والده وهو مذكور في
(٤٩٣)