وفيات الأعيان وأنباء أبناء الزمان - ابن خلكان - ج ٣ - الصفحة ٤٠٤
(قوم نقضوا عهودنا بالشعب * من غير جناية ولا من ذنب) صدوا وتعتبوا وقد همت بهم * هلا هجروا وكان قلبي قلبي) ويحكى أن سيف الدولة كان يوما بمجلسه والشعراء ينشدونه فتقدم أعرابي رث الهيئة وأنشد وهو بمدينة حلب (أنت علي وهذه حلب * قد نفد الزاد وانتهى الطلب) (بهذه تفخر البلاد وبالأمير * تزهى على الورى العرب) وعبدك الدهر قد أضر بنا * إليك من جور عبدك الهرب) فقال سيف الدولة أحسنت والله وأمر له بمائتي دينار وقال أبو القاسم عثمان بن محمد العراقي قاضي عين زربة حضرت مجلس الأميرسيف الدولة بحلب وقد وافاه القاضي أبو نصر محمد بن محمد النيسابوري فطرح من كمه كيسا فارغا ودرجا فيه شعر استأذن في إنشاده فأذن له فأنشد قصيدة أولها (حباؤك معتاد وأمرك نافذ * وعبدك محتاج إلى ألف درهم) فلما فرغ من إنشاده ضحك سيف الدولة ضحكا شديدا أمر له بألف درهم فجعلت في الكيس الفارغ الذي كان معه وكان أبو بكر محمد وأبو عثمان سعيد ابنا هاشم المعروفان بالخالديين الشاعرين المشهورين وأبو بكر أكبرهما قد وصلا إلى حضرة سيف الدولة ومدحاه فأنزلهما وقام بواجب حقهما وبعث لهما مرة وصيفا ووصيفة ومع كل واحد منهما
(٤٠٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 399 400 401 402 403 404 405 406 407 408 409 ... » »»