وزاد أشياء أهملها وهو كتاب مفيد جدا وأكثر ما يوجد اليوم بأيدي الناس هذا المختصر وهو في ثلاث مجلدات والأصل في ثمان وهو عزيز الوجود ولم أره سوى مرة واحدة بمدينة حلب ولم يصل إلى الديار المصرية سوى المختصر المذكور وله كتاب أخبار الصحابة رضوان الله عليهم في ست مجلدات ولما وصلت إلى حلب في أواخر سنة ست وعشرين وستمائة كان عز الدين المذكور مقيما بها في صورة الضيف عند الطواشي شهاب الدين طغريل الخادم أتابك الملك العزيز ابن الملك الظاهر صاحب حلب وكان الطواشي كثير الإقبال عليه حسن الاعتقاد فيه مكرما له فاجتمعت به فوجدته رجلا مكملا في الفضائل وكرم الأخلاق وكثرة التواضع فلازمت الترداد إليه وكان بينه وبين الوالد رحمه الله تعالى مؤانسة أكيدة فكان بسببها يبالغ في الرعاية والإكرام ثم إنه سافر إلى دمشق في أثناء سنة سبع وعشرين ثم عاد إلى حلب في أثناء سنة ثمان وعشرين فجريت معه على عادة الترداد والملازمة وأقام قليللا ثم توجه إلى الموصل وكانت ولادته في رابع جمادى الأولى سنة خمس وخمسين وخمسمائة بجزيرة ابني عمر وهم من أهلها وتوفي في شعبان سنة ثلاثين وستمائة رحمه الله تعالى بالموصل وسيأتي ذكر أخويه مجد الدين أبي السعادات المبارك وضياء الدين أبي الفتح نصر الله إن شاء الله تعالى والجزيرة المذكورة أكثر الناس يقولون إنها جزيرة ابن عمر ولا أدري من ابن عمر وقيل إنها منسوبة إلى يوسف بن عمر الثقفي أمير العراقين ثم إني ظفرت بالصواب في ذلك وهو أن رجلا من أهل برقعيد من أعمال الموصل بناها وهو عبد العزيز بن عمر فأضيفت إليه ورأيت في بعض التواريخ أنها جزيرة ابني عمر أوس وكامل ولا أدري أيضا من هما ثم رأيت في
(٣٤٩)