جائع فقال أنا ضامن له فدعا به المأمون وعقد له على خراسان من ساعته وأهدى له خادما كان رباه وأمره إن رأى ما يريبه أن يسمه فلما تمكن طاهر من الولاية قطع الخطبة حكى كلثوم بن ثابت متولي بريد خراسان قال صعد طاهر المنبر يوم الجمعة وخطب فلما بلغ ذكر الخليفة أمسك فكتب بذلك إلى المأمون على خيل البريد وأصبح طاهر يوم السبت ميتا فكتب إليه أيضا بذلك فلما وصلت الخريطة الأولى إلى المأمون دعا أحمد بن أبي خالد وقال أشخص الآن فأت به كما ضمنت وأكرهه على المسير في يومه ثم بعد شدائد أذن له في المبيت ثم وافت الخريطة الثانية من يومه بموته وقيل إن الخادم سمه في كامخ 66 ثم إن المأمون استخلف ولده طلحة على خراسان وقيل إنه جعله خليفة بها لأخيه عبد الله بن طاهر الآتي ذكره وتوفي طلحة سنة ثلاث عشرة ومائتين ببلخ واختلفوا في تلقيبه بذي اليمينين لأي معنى كان فقيل لأنه ضرب شخصا في وقعته مع علي بن ماهان كما تقدم فقده نصفين وكانت الضربة بيساره فقال فيه بعض الشعراء (كلتا يديك يمين حين تضربه *) فلقبه المأمون ذا اليمينين وقيل غير ذلك 67 وكان جده مصعب بن رزيق كاتبا لسليمان بن كثير الخزاعي صاحب دعوة بني العباس وكان بليغا فمن كلامه ما أحوج الكاتب إلى نفس تسمو به إلى أعلى المراتب وطبع يقوده إلى أكرم الأخلاق وهمة تكفه عن دنس الطمع ودناءة الطبع
(٥٢٢)