حدث محمد بن جرير قال عيسى بن موسى لابن أبي ليلى اجمع الفقهاء قال فجمعهم فجاء الأعمش في جبة وفرو وقد ربط وسطه بشريط فأبطأوا فقام الأعمش فقال إن أردتم أن تعطونا شيئا وإلا فخلوا سبيلنا فقال عيسى المذكور قلت لك تأتي بالفقهاء فتجيء بهذا فقال هذا سيدنا هذا الأعمش حدثنا أحمد بن علي بن ثابت بإسناد له عن وكيع كان الأعمش قريبا من سبعين سنة لم تفته التكبيرة الأولى واختلفت إليه أكثر من ستين سنة فما رأيته يقضي ركعة وقال الأعمش كنت آتي مجاهدا فيقول لو كنت أطيق المشي لأتيتك وجرى بينه وبين زوجته كلام وكان يأتيه رجل يقال له أبو ليلى مكفوف فصيح يتكلم بالإعراب يتطلب الحديث منه فقال يا أبا ليلى امرأتي نشزت علي وأنا أحب أن تدخل عليها فتخبرها مكاني من الناس وموضعي عندهم فدخل عليها وكانت من أجمل أهل الكوفة فقال يا هنتاه إن الله قد أحسن قسمك هذا شيخنا وسيدنا وعنه نأخذ أصل ديننا وحلالنا وحرامنا فلا يغرنك عموشة عينيه ولا حموشة ساقية فغضب الأعمش وقال يا أعمى يا خبيث أعمى الله قلبك كما أعمى عينيك قد أخبرتها بعيوبي كلها اخرج من بيتي وأراد إبراهيم النخعي أن يماشيه فقال الأعمش إن الناس إذا رأونا معا قالوا أعور وأعمش قال النخعي وما عليك أن نؤجر ويأثموا فقال له الأعمش وما عليك أن يسلموا ونسلم وجاء رجل يطلبه في منزله ووصل وقد خرج مع امرأته إلى المسجد فجاء فوجدهما في الطريق فقال أيكما الأعمش فقال الأعمش هذه وأشار إلى المرأة ودخل الحمام يوما وجاء رجل حاسر فقال له الرجل متى ذهب بصرك فقال مذ بدت عورتك قال محمد بن حميد حدثنا جرير قال جئنا الأعمش يوما فوجدناه قاعدا في ناحية فجلسنا في ناحية أخرى وفي الموضع خليج من ماء المطر فجاء الأعمش
(٤٠١)