أبو زيد سعيد بن أوس بن ثابت بن بشير بن أبي زيد ثابت بن زيد بن قيس والأول ذكره الخطيب في تاريخه والله أعلم بالصواب الأنصاري اللغوي البصري كان من أئمة الأدب وغلب عليه اللغات والنوادر والغريب وكان يرى رأي القدر وكان ثقة في روايته حدث أبو عثمان المازني قال رأيت الأصمعي وقد جاء إلى حلقه أبي زيد المذكور فقبل رأسه وجلس بين يديه وقال أنت رئيسنا وسيدنا منذ خمسين سنة وكان التوزي يقول قال لي ابن مناذر أصف لك أصحابك أما الأصمعي فأحفظ الناس وأما أبو عبيدة فأجمعهم وأما أبو زيد الأنصاري فأوثقهم وكان النضر بن شميل يقول كنا ثلاثة في كتاب واحد أنا وأبو زيد الأنصاري وأبو محمد اليزيدي وقال أبو زيد حدثني خلف الأحمر قال أتيت الكوفة لأكتب عنهم الشعر فبخلوا علي به فكنت أعطيهم المنحول وآخذ الصحيح ثم مرضت فقلت لهم ويلكم أنا تائب إلى الله تعالى هذا الشعر لي فلم يقبلوا مني فبقي منسوبا إلى العرب لهذا السبب وأبو زيد المذكور له في الآداب مصنفات مفيدة منها كتاب القوس والترس وكتاب الإبل وكتاب خلق الإنسان وكتاب المطر وكتاب المياه وكتاب اللغات وكتاب النوادر وكتاب الجمع والتثنية وكتاب اللبن وكتاب بيوتات العرب وكتاب تخفيف الهمزة وكتاب القضيب وكتاب الوحوش وكتاب الفرق وكتاب فعلت وأفعلت وكتاب غريب الأسماء وكتاب الهمزة وكتاب المصادر وغير ذلك ولقد رأيت له في النبات كتابا حسنا جمع فيه أشياء غريبة وحكى بعضهم أنه كان في حلقة شعبة بن الحجاج فضجر من إملاء الحديث فرمى بطرفه فرأى أبا زيد الأنصاري في أخريات الناس فقال
(٣٧٩)