يا شقي بن كسير أما قدمت الكوفة وليس يؤم بها إلا عربي فجعلتك إماما فقال بلى قال أما وليتك القضاء فضج أهل الكوفة وقالوا لا يصلح للقضاء إلا عربي فاستقضيت أبا بردة بن أبي موسى الأشعري وأمرته أن لا يقطع أمرا دونك قال بلى قال أما جعلتك في سماري وكلهم رؤوس العرب قال بلى قال أما أعطيتك مائة ألف درهم تفرقها على أهل الحاجة في أول ما رأيتك ثم لم أسألك عن شيء منها قال بلى قال فما أخرجك علي قال بيعة كانت في عنقي لابن الأشعث فغضب الحجاج ثم قال أفما كانت بيعة أمير المؤمنين عبد الملك في عنقك من قبل والله لأقتلنك يا حرسي اضرب عنقه فضرب عنقه وذلك في شعبان سنة خمس وتسعين وقيل سنة أربع وتسعين للهجرة بواسط ودفن في ظاهرها وقبره يزار بها رضي الله عنه وله تسع وأربعون سنة وكان يوم أخذ يقول وشى بي واش في بلد الله الحرام أكله إلى الله تعالى يعني خالد بن عبد الله القسري وقال أحمد بن حنبل قتل الحجاج سعيد بن جبير وما على وجه الأرض أحد إلا وهو مفتقر إلى علمه ثم مات الحجاج بعده في شهر رمضان من السنة وقيل بل مات بعده بستة أشهر ولم يسلطه الله تعالى بعده على قتل أحد حتى مات ولما قتله سال منه دم كثير فاستدعى الحجاج الأطباء وسألهم عنه وعمن كان قتله قبله فإنه كان يسيل منهم دم قليل فقالوا له هذا قتلته ونفسه معه والدم تبع للنفس ومن كنت تقتله قبله كانت نفسه تذهب من الخوف فلذلك قل دمهم وقيل للحسن البصري إن الحجاج قد قتل سعيد بن جبير فقال اللهم ايت على فاسق ثقيف والله لو أن من بين المشرق والمغرب اشتركوا في قتله لكبهم الله عز وجل في النار ويقال إن الحجاج لما حضرته الوفاة كان يغوص ثم يفيق ويقول مالي ولسعيد بن جبير وقيل إنه في مدة مرضه كان إذا نام رأى سعيد بن جبير آخذا بمجامع ثوبه يقول له يا عدو الله فيم قتلتني فيستيقظ مذعورا ويقول مالي ولسعيد بن جبير ويقال إنه رئي الحجاج في النوم بعد موته فقيل له ما فعل الله بك فقال قتلني بكل قتيل قتلته قتلة وقتلني بسعيد ابن جبير سبعين قتلة وحكى الشيخ أبو إسحاق الشيرازي في كتاب المهذب أن سعيد بن جبير كان يلعب بالشطرنج استدبارا ذكره في كتاب الشهادات في فصل اللعب بالشطرنج
(٣٧٣)