(أسلمه حب سليمانكم * إلى هوى أيسره القتل) ورأيت ابن بسام صاحب كتاب الذخيرة في محاسن أهل الجزيرة قد ذكرها لابن رشيق القيرواني وقد ذكرتها في ترجمته في حرف الحاء والظاهر أنها لابن رشيق لأن ابن بسام ذكر في الذخيرة أنه ألفها في سنة اثنتين وخمسمائة وفي هذا التاريخ كان دبيس شابا ويبعد أن يصل شعره في ذلك السن إلى الأندلس وينسب إلى مثل ابن رشيق مع معرفة ابن بسام بأشعار أهل المغرب وذكر ابن المستوفي في تاريخه أن بدران أخا دبيس كتب إلى أخيه المذكور وهو نازح عنه (ألا قل لمنصور وقل لمسيب * وقل لدبيس إنني لغريب) (هنيئا لكم ماء الفرات وطيبه * إذا لم يكن لي في الفرات نصيب) فكتب إليه دبيس (ألا قل لبدران الذي حن نازعا * إلى أرضه والحر ليس يخيب) (تمتع بأيام السرور فإنما * عذار الأماني بالهموم يشيب) (ولله في تلك الحوادث حكمة * وللأرض من كأس الكرام نصيب) 39 وذكر غير ابن المستوفي أن بدران بن صدقة المذكور لقبه تاج الملوك ولما قتل أبوه تغرب عن بغداد ودخل الشام فأقام بها مدة ثم توجه إلى مصر ومات بها في سنة ثلاثين وخمسمائة وكان يقول الشعر وذكره العماد الكاتب الأصفهاني في كتاب الخريدة وكان دبيس في خدمة السلطان مسعود بن محمد بن ملكشاه السلجوقي وهم نازلون على باب المراغة من بلاد أذربيجان ومعهم الإمام المسترشد بالله لسبب
(٢٦٤)