209 حنين ابن إسحاق أبو زيد حنين بن إسحاق العبادي الطبيب المشهور كان إمام وقته في صناعة الطب وكان يعرف لغة اليونانيين معرفة تامة وهو الذي عرب كتاب أقليدس ونقله من لغة اليونان إلى اللغة العربية وجاء ثابت بن قرة المقدم ذكره فنقحه وهذبه وكذلك كتاب المجسطي وأكثر كتب الحكماء والأطباء فإنها كانت كلها بلغة اليونان فعربت وكان حنين المذكور أشد الجماعة اعتناء بتعريبها وعرب غيره أيضا بعض الكتب ولولا ذلك التعريب لما أنتفع أحد بتلك الكتب لعدم المعرفة بلسان اليونان لا جرم كل كتاب لم يعربوه باق على حاله ولا ينتفع به إلا من عرف تلك اللغة وكان مفرما المأمون بتعريبها وتحريرها وإصلاحها ومن قبله جعفر البرمكي وجماعة من أهل بيته أيضا اعتنوا بها لكن عناية المأمون كانت أتم وأوفر ولحنين المذكور في الطب مصنفات مفيدة كثيرة وقد تقدم ذكر ولده إسحاق في حرف الهمزة ورأيت في كتاب أخبار الأطباء أن حنينا المذكور كان في كل يوم عند نزوله من الركوب يدخل الحمام فيصب عليه الماء ويخرج فيلتف في قطيفة ويشرب قدح شراب ويأكل كعكة ويتكىء حتى ينشف عرقه وربما نام ثم يقوم ويتبخر ويقدم له طعامه وهو فروج كبير مسمن قد طبخ زيرباجا ورغيف وزنه مائتا درهم فيحسو من المرقة ويأكل الفروج والخبز وينام فإذا انتبه شرب أربعة أرطال شرابا عتيقا فإذا اشتهى الفاكهة الرطبة أكل التفاح الشامي والسفرجل
(٢١٧)