194 ابن خالويه أبو عبد الله الحسين بن أحمد بن خالويه النحوي اللغوي أصله من همذان ولكنه دخل بغداد وأدرك جلة العلماء بها مثل أبي بكر ابن الأنباري وابن مجاهد المقرئ وأبي عمر الزاهد وابن دريد وقرأ على أبي سعيد السيرافي وانتقل إلى الشام واستوطن حلب وصار بها أحد أفراد الدهر في كل قسم من أقسام الأدب وكانت إليه الرحلة من الآفاق وآل حمدان يكرمونه ويدرسون عليه ويقتبسون منه وهو القائل دخلت يوما على سيف الدولة بن حمدان فلما مثلت بين يديه قال لي اقعد ولم يقل اجلس فتبينت بذلك اعتلاقه بأهداب الأدب واطلاعه على أسرار كلام العرب وإنما قال ابن خالويه هذا لأن المختار عند أهل الأدب أن يقال للقائم اقعد وللنائم أو الساجد اجلس وعلله بعضهم بأن القعود هو الانتقال من العلو إلى السفل ولهذا قيل لمن أصيب برجله مقعد والجلوس هو الانتقال من السفل إلى العلو ولهذا قيل لنجد جلسا لارتفاعها وقيل لمن أتاها جالس وقد جلس ومنه قول مروان بن الحكم لما كان واليا بالمدينة يخاطب الفرزدق (قل للفرزدق والسفاهة كاسمها * إن كنت تارك ما أمرتك فاجلس) أي اقصد الجلسا وهي نجد وهذا البيت من جملة أبيات ولها قصة طويلة وهذا كله وإن جاء في غير موضعه لكن الكلام شجون
(١٧٨)