وجدت في بعض المجاميع ما صورته وجد بخط والد الوزير المعروف بالمغربي على ظهر مختصر إصلاح المنطق الذي اختصره ولده الوزير ما مثاله ولد سلمه الله تعالى وبلغه مبالغ الصالحين أول وقت طلوع الفجر من ليلة صباحها يوم الأحد الثالث عشر من ذي الحجة سنة سبعين وثلاثمائة واستظهر القرآن العزيز وعدة من الكتب المجردة في النحو واللغة ونحو خمسة عشر ألف بيت من مختار الشعر القديم ونظم الشعر وتصرف في النثر وبلغ من الخط إلى ما يقصر عنه نظراؤه ومن حساب المولد والجبر والمقابلة إلى ما يستقل بدونه الكاتب وذلك كله قبل استكماله أربع عشرة سنة واختصر هذا الكتاب فتناهى في اختصاره وأوفى على جميع فوائده حتى لم يفته شيء من ألفاظه وغير من أبوابه ما أوجب التدبير تغييره للحاجة إلى الاختصار وجمع كل نوع إلى ما يليق به ثم ذكرت له نظمه بعد اختصاره فابتدأ به وعمل منه عدة أوراق في ليلة وكان جميع ذلك قبل استكماله سبع عشرة سنة وأرغب إلى الله سبحانه في بقائه ودوام سلامته انتهى كلام والده ومن شعر الوزير المذكور (أقول لها والعيس تحدج للسرى * أعدي لفقدي ما استطعت من الصبر) (سأنفق ريعان الشبيبة آنفا * على طلب العلياء أو طلب الأجر) (أليس من الخسران أن لياليا * تمر بلا نفع وتحسب من عمري) ومن شعره أيضا (أرى الناس في الدنيا كراع تنكرت * مراعيه حتى ليس فيهن مرتع) (فماء بلا مرعى ومرعى بغير ما * وحيث ترى ماء ومرعى فمسبع) وله في غلام حسن الوجه حلق شعره
(١٧٣)