برفيقه في السفر الذي اشترى له اللحم وبلغه وزارة المهلبي فقصده وكتب إليه (ألا قل للوزير فدته نفسي * مقالة مذكر ما قد نسيه) (أتذكر إذ تقول لضنك عيش * ألا موت يباع فأشتريه) فلما وقف عليه تذكره وهزته أريحية الكرم فأمر له في الحال بسبعمائة درهم ووقع في رقعته مثل الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله كمثل حبة أنبتت سبع سنابل في كل سنبلة مائة حبة والله يضاعف لمن يشاء ثم دعا به فخلع عليه وقلده عملا يرتفق به ولما ولي المهلبي الوزارة بعد تلك الإضافة عمل (رق الزمان لفاقني * ورثي لطول تحرقي) (فأنالني ما أرتجيه * وحاد عما أتقي) (فلأصفحن عما أتاه * من الذنوب السبق) (حتى جنايته بما * صنع المشيب بمفرقي) وله أيضا (قال لي من أحب والبين قد جد * وفي مهجتي لهيب الحريق) (ما الذي في الطريق تصنع بعدي * قلت أبكي عليك طول الطريق) ومن المنسوب إليه في وقت الإضافة من الشعر ما كتبه إلى بعض الرؤساء
(١٢٥)