وفيات الأعيان وأنباء أبناء الزمان - ابن خلكان - ج ١ - الصفحة ٢٣٠
230 @ وكان حسن الأجوبة سريعها رفع الضرابون من دار الضرب إليه رقعة في مظلمة مترجمة بالضرابين فوقع تحتها في حديد بارد وكتب بعضهم إليه ورقة أغار فيها على رسائله وسرق جملة من ألفاظه فوقع فيها * (هذه بضاعتنا ردت إلينا) * وحبس بعض عماله في مكان ضيق بجواره ثم صعد السطح يوما فاطلع عليه فرآه فناداه المحبوس بأعلى صوته * (فاطلع فرآه في سواء الجحيم) * فقال الصاحب * (اخسؤوا فيها ولا تكلمون) * ونوادره كثيرة وصنف في اللغة كتابا سماه المحيط وهو في سبع مجلدات رتبه على حروف المعجم كثر فيه الألفاظ وقلل الشواهد فاشتمل من اللغة على جزء متوفر وكتاب الكافي في الرسائل وكتاب الأعياد وفضائل النيروز وكتاب الإمامة يذكر فيه فضائل علي بن أبي طالب رضي الله عنه ويثبت إمامة من تقدمه وكتاب الوزراء وكتاب الكشف عن مساوئ شعر المتنبي وكتاب أسماء الله تعالى وصفاته وله رسائل بديعة ونظم جيد فمنه قوله (وشادن جماله * تقصر عنه صفتي) (أهوى لتقبيل يدي * فقلت قبل شفتي) وله في رقة الخمر (رق الزجاج ورقت الخمر * وتشابها فتشاكل الأمر) (فكأنما خمر ولا قدح * وكأنما قدح ولا خمر) وله يرثي كثير بن أحمد الوزير وكنيته أبو علي (يقولون لي أودى كثير بن أحمد * وذلك مرزوء علي جليل)
(٢٣٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 225 226 227 228 229 230 231 232 233 234 235 ... » »»