وفيات الأعيان وأنباء أبناء الزمان - ابن خلكان - ج ١ - الصفحة ٢٠٤
(أرى الناس خلان الجواد ولا أرى * بخيلا له في العالمين خليل) (وإني رأيت البخل يزري بأهله * فأكرمت نفسي أن يقال بخيل) (ومن خير حالات الفتى لو علمته * إذا نال شيئا أن يكون ينيل) (عطائي عطاء المكثرين تكرما * ومالي كما قد تعلمين قليل) (وكيف أخاف الفقر أو أحرم الغنى * ورأي أمير المؤمنين جميل) (24) وكان كثير الكتب حتى قال أبو العباس ثعلب رأيت لإسحاق الموصلي ألف جزء من لغات العرب وكلها بسماعه وما رأيت اللغة في منزل أحد قط أكثر منها في منزل إسحاق ثم منزل ابن الأعرابي ونقلت من حكاياته أنه قال كان لنا جار يعرف بأبي حفص وينبز باللوطي فمرض جار له فعاده فقال له كيف تجدك أما تعرفني فقال له المريض بصوت ضعيف بلى أنت أبو حفص اللوطي فقال له تجاوزت حد المعرفة لا رفع الله جنبك وكان المعتصم يقول ما غناني إسحاق بن إبراهيم قط إلا خيل لي أنه قد زيد في ملكي وأخباره كثيرة وكان قد عمي في أواخر عمره قبل موته بسنتين ومولده في سنة خمسين ومائة وهي السنة التي ولد فيها الإمام الشافعي رضي الله عنه كما سيأتي في موضعه إن شاء الله تعالى وتوفي في شهر رمضان سنة خمس وثلاثين ومائتين بعلة الذرب وقيل في شوال سنة ست وثلاثين والأول أشهر وقيل توفي يوم الخميس بعد الظهر لخمس خلون من ذي الحجة سنة ست وثلاثين رحمه الله تعالى ورثاه بعض أصحابه بقوله (أصبح اللهو تحت عفر التراب * ثاويا في محلة الأحباب) (إذ مضى الموصلي وانقرض الأنس * ومجت مشاهد الأطراب) (بكت الملهيات حزنا عليه * وبكاه الهوى وصفو الشراب)
(٢٠٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 199 200 201 202 203 204 205 206 207 208 209 ... » »»