وفيات الأعيان وأنباء أبناء الزمان - ابن خلكان - ج ١ - الصفحة ١٩٨
(وما أشكو تلون أهل ودي * ولو أجدت شكيتهم شكوت) (مللت عتابهم ويئست منهم * فما أرجوهم فيمن رجوت) (إذا أدمت قوارصهم فؤادي * كظمت على أذاهم وانطويت) (ورحت عليهم طلق المحيا * كأني ما سمعت ولا رأيت) (تجنوا لي ذنوبا ما جنتها * يداي ولا أمرت ولا نهيت) (ولا والله ما أضمرت غدرا * كما قد أظهروه ولا نويت) (ويوم الحشر موعدنا وتبدو * صحيفة ما جنوه وما جنيت) وله بيتان في هذا الروي والوزن كتبهما في صدر كتاب إلى بعض أهل بيته في غاية الرقة والحسن وهما (شكا ألم الفراق الناس قبلي * وروع بالنوي حي وميت) (وأما مثل ما ضمت ضلوعي * فإني ما سمعت ولا رأيت) والشيء بالشيء يذكر أنشدني الأديب أبو الحسين يحيى بن عبد العظيم المعروف بالجزار المصري لنفسه في بعض أدباء مصر وكان شيخا كبيرا وظهر عليه جرب فالتطخ بالكبريت قال فلماا بلغني ذلك كتبت إليه (أيها السيد الأديب دعاء * من محب خال من التنكيت) (أنت شيخ وقد قربت من النار * فكيف ادهنت بالكبريت) ونقلت من خط الأمير أبي المظفر أسامة بن منقذ المذكور لنفسه وقد قلع ضرسه وقال عملتهما ونحن بظاهر خلاط وهو معنى غريب ويصلح أن يكون لغزا في الضرس (وصاحب لا أمل الدهر صحبته * يشقى لنفعي ويسعى سعي مجتهد)
(١٩٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 193 194 195 196 197 198 199 200 201 202 203 ... » »»