وفيات الأعيان وأنباء أبناء الزمان - ابن خلكان - ج ١ - الصفحة ١٨٤
(تحية من غادرته غرض الردى * إذا زار عن شحط بلادك سلما) (فما كان قيس هلكه هلك واحد * ولكنه بنيان قوم تهدما) وهذا قيس أول من وأد البنات في الجاهلية للغيرة والأنفة من النكاح وتبعه الناس في ذلك إلى أن أبطله الإسلام (9) وأما الأمير بدر الدين لؤلؤ المذكور فإنه توفي يوم الجمعة ثالث شعبان سنة سبع وخمسين وستمائة بقلعة الموصل ودفن بها في مشهد هناك وعمره مقدار وثمانين سنة رحمه الله تعالى 76 صلاح الدين الإربلي أبو العباس أحمد بن عبد السيد بن شعبان بن محمد بن جابر بن قحطان الإربلي الملقب صلاح الدين وهو من بيت كبير بإربل وكان حاجبا عند الملك المعظم مظفر الدين بن زين الدين صاحب إربل فتغير عليه واعتقله مدة فلما أفرج عنه خرج منها قاصدا بلاد الشام في سنة ثلاث وستمائة صحبة الملك القاهر بهاء الدين أيوب ابن الملك العادل فاتصل بخدمة الملك المغيث ابن الملك العادل وكان قد عرفه من إربل وحسنت حاله عنده فلما توفي المغيث انتقل الصلاح إلى الديار المصرية وخدم الملك الكامل فعظمت منزلته عنده ووصل منه إلى ما لم يصل إليه غيره واختص به في خلواته وجعله أميرا وكان الصلاح ذا فضيلة تامة ومشاركات حسنة بلغني أنه كان يحفظ
(١٨٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 179 180 181 182 183 184 185 186 187 188 189 ... » »»