وكانت وفاة سيف الدين يوم الخميس السادس والعشرين من شوال سنة ثمان وثمانين وخمسمائة بنابلس رحمه الله تعالى هكذا ذكره العماد الكاتب الأصبهاني في كتاب البرق الشامي وقال بهاء الدين بن شداد في كتابه سيرة صلاح الدين إنه توفي يوم الأحد الثالث والعشرين من شوال من السنة المذكورة بالقدس الشريف ودفن في داره بعد أن صلي عليه بالمسجد الأقصى ولم يكن في أمراء الدولة الصلاحية أحد يضاهيه ولا يدانيه في المنزلة وعلو المرتبة وكانوا يسمونه الأمير الكبير وكان ذلك علما عليه عندهم لا يشاركه فيه غيره ورأيت بخط القاضي الفاضل ورد الخبر بوفاة الأمير سيف الدين المشطوب أمير الأكراد وكبيرهم وكانت وفاته يوم الأحد الثاني والعشرين من شوال من السنة المذكورة بالقدس وخبزه يوم وفاته بنابلس وغيرها ثلاثمائة ألف دينار وكان بين خلاصه من أسره وحضور أجله دون مائة يوم فسبحان الحي الذي لا يموت وتهدم به بنيان قوم والدهر قاض ما عليه لوم قلت وقوله وتهدم به بنيان قوم هذا الكلام حل فيه بيت الحماسة وهو (فما كان قيس هلكه هلك واحد * ولكنه بنيان قوم تهدما) وهذا البيت من جملة مرثية عبدة بن الطبيب التي رثى بها قيس بن عاصم التميمي الذي قدم من البادية على النبي صلى الله عليه وسلم في وفد بني تميم في سنة تسع للهجرة وأسلم وقال النبي صلى الله عليه وسلم في حقه هذا سيد أهل الوبر وكان عاقلا مشهورا بالحلم والسودد وهذا البيت لأهل العربية في إعرابه كلام ليس هذا موضع ذكره وقد ذكره أبو تمام الطائي في باب المراثي من جملة ثلاثة أبيات وهي (عليك سلام الله قيس بن عاصم * ورحمته ما شاء أن يترحما)
(١٨٣)