ابن المعز بن المنصور بن القائم بن المهدي عبيد الله وستأتي تتمة النسب عند ذكر المهدي في حرف العين وكيفية الاختلاف فيه إن شاء الله تعالى ولي الأمر بعد أبيه المستنصر بالديار المصرية والشامية وفي أيامه اختلت دولتهم وضعف أمرهم وانقطعت من أكثر مدن الشام دعوتهم وانقسمت البلاد الشامية بين الأتراك واالفرنج خذلهم الله تعالى فإنهم دخلوا الشام ونزلوا على أنطاكية في ذي القعدة سنة تسعين وأربعمائة ثم تسلموها في سادس عشر رجب سنة إحدى وتسعين وأخذوا معرة النعمان في سنة اثنتين وتسعين وأخذوا البيت المقدس في شعبان سنة اثنتين وتسعين أيضا وكان الفرنج قد أقاموا عليه نيفا وأربعين يوما قبل أخذه وكان أخذهم له ضحى يوم الجمعة لخمس وقتل فيه من المسلمين خلق كثير في مدة أسبوع وقتل في الأقصى ما يزيد علي سبعين ألفا وأخذوا من عند الصخرة من أواني الذهب والفضة ما لا يضبطه الوصف وانزعج المسلمون في جميع بلاد الإسلام بسبب أخذه غاية الانزعاج وسيأتي ذكر طرف من هذه الواقعة في ترجمة الأفضل ابن أمير الجيوش في حرف الشين إن شاء الله تعالى وكان الأفضل شاهنشاه المنعوت بأمير الجيوش قد تسلمه من سكمان بن أرتق في يوم الجمعة لخميس بقين من شهر رمضان سنة إحدى وتسعين وقيل في شعبان سنة تسع وثمانين والله أعلم بالصواب وولي فيه من قبله فلم يكن لمن فيه طاقة بالفرنج فتسلموه منه ولو كان في يد الأرتقية لكان أصلح للمسلمين ثم استولى الفرنج علي كثير من بلاد الساحل في أيامه فملكوا حيفا في شوال سنة ثلاث وتسعين وقيسارية في سنة أربع وتسعين ولم يكن للمستعلي مع الأفضل حكم وفي أيامه هرب أخوه نزار إلى الإسكندرية ونزار هو الأكبر وهو جد أصحاب الدعوة بقلعة الألموت وتلك القلاع وكان من أمره ما قد شهر والشرح يطول (21)
(١٧٩)