59 المنازي الكاتب أبو نصر أحمد بن يوسف السليكي المنازي الكاتب كان من أعيان الفضلاء وأماثل الشعراء وزر لأبي نصر أحمد بن مروان الكردي صاحب ميافارقين وديار بكر وسيأتي ذكره إن شاء الله تعالى وكان فاضلا شاعرا كافيا وترسل إلى القسطنطينية مرارا وجمع كتبا كثيرة ثم وقفها على جامع ميافارقين وجامع آمد وهي إلى الآن موجودة بخزائن الجامعين ومعروفة بكتب المنازي وكان قد اجتمع بأبي العلاء المعري بمعرة النعمان فشكا أبو العلاء إليه حاله وأنه منقطع عن الناس وهم يؤذونه فقال ما لهم ولك وقد تركت لهم الدنيا والآخرة فقال أبو العلاء والآخرة أيضا وجعل يكررها ويتألم لذلك وأطرق فلم يكلمه إلى أن قام وكان قد اجتاز في بعض أسفاره بوادي بزاعا فأعجبه حسنة وما هو عليه فعمل فيه هذه الأبيات (وقانا لفحة الرمضاء واد * وقاه مضاعف النبت العميم) (نزلنا دوحه فحنا علينا * حنو المرضعات على الفطيم) (وأرشفنا على ظمأ زلالا * ألذ من المدامة للنديم)
(١٤٣)