نزهة المشتاق في اختراق الآفاق - الشريف الادريسي - ج ١ - الصفحة ٢٩٤
وبين تونس ومدينة القيروان جبل زغوان وهو جبل عال جدا تقصد إليه المراكب من ظهر البحر لعلوه وارتقائه في الجو وهو أكثر الجبال ماء وفيه خصب ومزارع وعمارة ويعمر منه في أماكن قوم عباد مسلمون متفردون وكذلك جبل واسلات وطوله يومان ومنه إلى تونس يومان وبينه وبين القيروان خمسة عشر ميلا وفيه عمارات كثيرة ومياه جارية وفيه من الحصون حصن الجوزات وحصن تيفاف وحصن القيطنة ودار إسماعيل ودار الدواب وكل هذه البلاد يعمرها قبائل من البربر وهم أهل هذه الناحية وهم في حصب ولهم مواش أبقار وأغنام وبغال ورماك والعرب متغلبون على سهول هذه الأرض كلها ولنذكر الآن الطرقات المسلوكة بين هذه البلاد فمن ذلك الطريق من القيروان إلى تاهرت فمن القيروان إلى الجهنيين وهي قرية مرحلة إلى مدينة سبيبة مرحلة وهي مدينة أزلية كثيرة المياه والجنات وعليها سور من حجارة حصين ولها ربض فيه الأسواق والخانات وشربهم من عين جارية كبيرة عليها جناتهم وبساتينهم وغلاتهم من الكمون والكروياء والبقول ومنها إلى مرماجنة وهي قرية لهوارة مرحلة
(٢٩٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 289 290 291 292 293 294 295 296 297 298 299 ... » »»