نزهة المشتاق في اختراق الآفاق - الشريف الادريسي - ج ١ - الصفحة ١٠٨
الترتيب لا يفارقونه لان الشمس تقتل بحرها من تعرض للمشي في القائلة عند شدة القيظ وحرارة الأرض وبهذا السبب يلزمون النقلة على هذه الصفة التي ذكرنا وفي هذا الجزء أيضا قطعة من شمال أرض غانة وفيها مدينة اودغست وهي مدينة صغيره في صحراء ماؤها قليل وهي في ذاتها بين جبلين شبه مكة في الصفة وعامرها قليل وليس بها كبير تجارة ولأهلها جمال ومنها يتعيشون ومنها إلى مدينة غانة اثنتا عشرة مرحله وكذلك من اودغست إلى مدن وارقلان احدى وثلاثون مرحله ومن اودغست أيضا إلى مدينة جرمه نحو من خمس وعشرين مرحلة وكذلك من أودغست أيضا إلى جزيرة اوليل معدن الملح شهر واحد وأخبر بعض الثقات من متجولي التجار إلى بلاد السودان ان بمدينة اودغست ينبت بأرضها بقرب مناقع المياه المتصلة بها كمأة يكون في وزن الكم منها ثلاثة أرطال وأزيد وهو يجلب إلى أودغست كثيرا يطبخونه مع لحوم الجمال ويأكلونه ويزعمون ان ما على الأرض مثله وقد صدقوا نجز الجزء الأول من الإقليم الثاني والحمد لله ويتلوه الجزء الثاني منه إن شاء الله
(١٠٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 103 104 105 106 107 108 109 110 111 112 113 ... » »»