نزهة المشتاق في اختراق الآفاق - الشريف الادريسي - ج ١ - الصفحة ١٠٦
في تلك الأرض وفروا عنها واعتصموا في الجبال وتفرقوا في الصحارى ودخلوا في ذمة من جاورهم وتستروا في أكنافهم فلم يبقى من أهل قمنورية الا قوم قلائل متفرقون في تلك الصحارى وبمقربة من الساحل عيشهم من الألبان والحوت وهم في نكد من كد العيش وضيق الحال وهم ينتقلون في تلك الأرض مع مهادنة من جاورهم ويقعون أيامهم مسالمة إلى حين وبين بلاد قمنورية وبلد سلى وتكرور طرق مجهولة الآثار دارسة المسالك قليلة السالك مائها غائر وعلامتها خفيه وبين قمنورية وسلى وتكرور مسير ستة عشر يوما ومن نغيره إلى سلى نحو من اثني عشر يوما كذلك منها إلى بلد ازقي من بلاد لمتونة اثنتا عشرة مرحلة وماؤها قليل يتزود لقلته من حفر يحتفرها السالكون المجتازون بتلك الأرض وفي بلاد قمنورية جبل مانان ويتصل بالبحر المحيط وهو جبل منيع عالي الذروة أحمر التربة وفيه احجارلماعه تعشي البصر إذا طلعت عليها الشمس لا يكاد الناظر ينظر إليها من شعاعها وبريق حمرتها وفي أسفله ينابيع بالماء العذب يتزود ويحمل الأوعية إلى كل جهة ومما يلي مدينة نغيرى وفي شرقيها مع ميل إلى الجنوب جبل بنبوان وهو من أعلى جبال الأرض أجرد أبيض التربة لا ينبت فيه شيء من النبات الا ما كان من الشيح والغاسول المسمى الحرض ومن علو هذا الجبل
(١٠٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 100 101 103 104 105 106 107 108 109 110 111 ... » »»