فتوح البلدان - البلاذري - ج ٣ - الصفحة ٥٧٠
عن ابن المقفع قال: كانت الرسائل بحمل المال تقرأ على الملك، وهي تكتب في صحف بيض. وكان صاحب الخراج يأتي الملك كل سنة بصحف موصلة قد أثبت فيها مبلغ ما اجتبى من الخراج، وما أنفق في وجوه النفقات، وما حصل في بيت المال، فيختمها ويجريها. فلما كان كسرى بن هرمز ابرويز تأذى بروائح تلك الصحف وأمر أن لا يرفع إليه صاحب ديوان خراجه ما يرفع إلا في صحف مصفرة بالزعفران وماء الورد، وأن لا تكتب الصحف التي تعرض عليه بحمل المال وغير ذلك إلا مصفرة، ففعل ذلك.
فلما ولى صالح بن عبد الرحمن خراج العراق تقبل منه ابن المقفع بكور دجلة، ويقال بالبهقباذ، فحمل مالا. فكتب رسالته في جلد (ص 464) وصفرها. فضحك صالح وقال: أنكرت أن يأتي بها غيره.
يقول: لعلمه بأمور العجم.
1079 - قال أبو الحسن: وأخبرني مشايخ من الكتاب أن دواوين الشام إنما كانت في قراطيس، وكذلك الكتب إلى ملوك بنى أمية في حمل المال وغير ذلك. فلما ولى أمير المؤمنين المنصور أمر وزيره أبا أيوب المورياني أن يكتب الرسائل بحمل الأموال في صحف، وأن تصفر الصحف. فجرى الامر على ذلك.
(٥٧٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 565 566 567 568 569 570 571 572 573 574 575 ... » »»