فتوح مصر وأخبارها - القرشي المصري - الصفحة ٩٥
أعدائي بعد أن أمنتك وأكرمتك فقال له إرميا إنما جئتهم محذرا وأخبرتهم خبرك وقد وضعت لهم علامة تحت سريرك وأريتهم موضعه قال بخت نصر وما مصداق ذلك قال إرميا إرفع سريرك فإن تحت كل قائمة منه حجرا دفنته فلما رفع سريره وجد مصداق ذلك فقال لإرميا لو أعلم أن فيهم خيرا لوهبتهم لك فقتلهم وأخرب مدائن مصر وقراها وسبى جميع أهلها ولم يترك بها أحدا حتى بقيت مصر أربعين سنة خرابا ليس فيها ساكن يجري نيلها ويذهب لا ينتفع به فأقام إرميا بمصر واتخذ بها جنينة وزرعا يعيش به فأوحى إليه الله إن لك عن الزرع والمقام بمصر شغلا فكيف تسعك أرض وأنت تعلم سخطي على قومك فالحق بأيليا حتى يبلغ كتابي أجله فخرج منها إرميا حتى أتى بيت المقدس ثم إن بخت نصر رد أهل مصر إليها بعد أربعين سنة فعمروها فلم تزل مصر مقهورة من يومئذ وحدثنا أبي عبد الله بن عبد الحكم وأبو الأسود قالا حدثنا ابن لهيعة عن أبي قبيل عن عبد الرحمن بن غانم الأشعري أنه قدم من الشأم إلى عبد الله بن عمرو بن العاص فقال له عبد الله بن عمرو ما أقدمك إلى بلادنا قال أنت قال لماذا قال كنت تحدثنا أن مصر أسرع الأرضين خرابا ثم أراك قد اتخذت فيها الرباع وبنيت فيها القصور واطمأننت فيها فقال إن مصر قد أوفت خرابها حطمها بخت نصر فلم يدع فيها إلا السباع والضباع وقد مضى خرابها فهي اليوم أطيب الأرضين ترابا وأبعدها
(٩٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 90 91 92 93 94 95 96 97 98 99 100 ... » »»