فمر على عبد الله بن عمرو مستعجلا فناداه أين تريد يا أبا عبيد قال أرسلني الأمير مسلمة أن آتي منفا فأحفر له عن كنز فرعون قال فارجع إليه واقرأه مني السلام وقل له إن كنز فرعون فيأخذ ليس لك ولا لأصحابك إنما هو للحبشة إنهم يأتون في سفنهم يريدون الفسطاط فيسيرون حتى ينزلوا منفا فيظهر لهم كنز فرعون فيأخذون منه ما يشاؤون فيقولون ما ينبغي غنيمة أفضل من هذه فيرجعون ويخرج المسلمون في آثارهم فيدركونهم فيقتتلون فتنهزم الحبش فيقتلهم المسلمون ويأسرونهم حتى أن الحبشي ليباع بالكساء ظهور الروم وفارس على مصر ثم رجع إلى حديث عثمان بن صالح وغيره قال ثم ظهرت الروم وفارس على سائر الملوك الذين في وسط الأرض فقاتلت الروم أهل مصر ثلاث سنين يحاصرونهم وصابروهم القتال في البر والبحر فلما رأى ذلك أهل مصر صالحوا الروم على أن يدفعوا إليهم شيئا مسمى في كل عام على أن يمنعوهم ويكونوا في ذمتهم ثم ظهرت فارس على الروم فلما غلبوهم على الشأم رغبوا في مصر وطمعوا فيها وامتنع أهل مصر وأعانتهم الروم وقامت دونهم وألحت عليهم فارس فلما خشوا ظهروهم عليهم صالحوا فارسا على أن يكون ما صالحوا به الروم بين فارس والروم
(٩٧)