عامر صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى أهل الشأم فضالة بن عبيد فخرج من أهل المدينة صف عظيم من الروم وصففنا لهم صفا عظيما من المسلمين فحمل رجل من المسلمين على الروم حتى دخل فيهم ثم خرج إلينا وصاح الناس سبحان الله ألقى بيده إلى التهلكة فقام أبو أيوب الأنصاري فقال أيها الناس إنكم لتأولون هذه الآية على هذا التأويل وإنما أنزلت هذه الأية فينا معشر الأنصار إنه لما أعز الله دينه وكثر ناصريه قلنا فيما بيننا بعضنا لبعض سرا من رسول الله صلى الله عليه وسلم إن أموالنا قد ضاعت فلو أنا أقمنا فيها فأصلحنا ما ضاع منها فأنزل الله عز وجل في كتابه يرد علينا ما هممنا به * (وأنفقوا في سبيل الله ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة) * فكانت التهلكة أن نقيم في الأموال ونصلحها فأمرنا بالغزو فما زال أبو أيوب غازيا في سبيل الله حتى قبضه الله حدثناه عبد الله بن صالح عن الليث بن سعد وعبد الله بن يزيد المقرئ حدثناه عن حيوة بن شريح [60] ومنها حديث عبد الرحمن بن زياد بن أنعم عن أبيه أنه قال جمعنا وأبا أيوب الأنصاري مرسى في البحر فلما حضر غداؤنا أرسلنا إلى أبي أيوب وأهل مركبه فأتانا أبو أيوب فقال دعوتموني وأنا صائم فكان علي من الحق أن أجيبكم إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إن للمسلم
(٤٥٢)