العثمانية - الجاحظ - الصفحة ١٢٦
وقال طريف بن عدي بن حاتم:
أبيدوا قريشا بالسيوف ليظهروا * معاهد دين الله بعد محمد وصديقه التالي المعين بماله * طوى البطن محمود الضريبة مذود (1) وأول من صلى وصاحب حبكه (2) * أصاخ لقول الصادق المتطرد وبعد قتيل الهرمزان، وباركت * يد الله في ذاك الأديم المقدد (3) أقاموا طغاة حائرين عن الهدى * وليس يقوم الدين إلا بمهتد فلما تولوا طامن الحق جأشه * وثاب إليهم كل غاو مطرد أما قوله: " وثاب إليهم كل غاو مطرد " فإن " الغاوي " مروان ابن الحكم " والمطرد ": أراد أباه الحكم بن أبي العاص طريد رسول الله صلى الله عليه.
وقال حسان بن ثابت في ذلك أيضا، وهو يهجو بعض الشعراء (4):
لو كنت من هاشم أو من بنى أسد * أو عبد شمس أو أصحاب اللوا الصيد أو في الذؤابة من تيم وقعت بهم * أو من بنى جمح الخضر الجلاعيد (5) أو من سرارة أقوام أولى حسب * لم تصبح اليوم نكسا مائل العود (6)

(1) في الأصل: " قوى البطن " تحريف. انظر الحماسة بشرح المرزوقي 1616 - 1617.
(2) حنكه. كذا وردت مهملة وبكاف مستطيلة " ك‍ ".
(3) قتيل الهرمزان، يعنى به عمر بن الخطاب، وكان الهرمزان متهما في قتل عمر، هو وأبو لؤلؤة، وجفينة. انظر نسب قريش 355.
(4) هو مسافع بن عياض التيمي. الكامل 141 ليبسك وديوان حسان 133.
(5) الكامل والديوان: " رضيت بهم ". الجلعد والجلاعد: الصلب الشديد. في الأصل: " الحلاحيد " صوابه في الديوان والكامل.
(6) هو من سرارتهم، أي صميمهم. النكس: الدنئ المقصر.
(١٢٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 121 122 123 124 125 126 127 128 129 130 131 ... » »»