وقتلت جنوده. وأغارت بكر على بعض بوادي الشام فقتلوا ملكا من ملوك غسان واستنقذوا امرأ القيس بن المنذر. ونحج الأمير حجر آكل المرار الكندي ان يعقد تحالفا بين قبائل العرب الوسطى، ومنها بكر وتغلب، وقد أخذ هذا التحالف يتماثل للانحلال، وذلك لما دب الفساد والاضطراب بين القبائل المتحالفة، واختلف أمراء كندة على الملك، بعد وفاة الحارث بن عمرو والمقصور ابن حجر آكل المرار، فوقعت حرب بين شرحبيل بن الحارث ومعه بكر والرباب، وبنو يربوع، وسلمة بن الحارث ومعه تغلب والنمر وبهراء، أسفرت عن قتل شرحبيل وانهزام شيعته.
وكان للنعمان بن المنذر من ملوك لخم بالعراق، كتيبة يقال لها: الصنائع، وهم صنائع الملك، أكثرهم من بكر بن وائل.
ومن وقعاتها الحربية يوم الوقبى، كان بينها وبين مازن، ويوم قرائر كان لمجاشع على بكر. ووقعة كانت بين بكر وبني سليط، في موضع يقال له: حداب في حزن بني يربوع، فسبوا نساهم، فأدركتهم بنو رياح وبنو يربوع، فاستنقذوا منهم نساءهم، وجميع ما كان في أيديهم من السبي. ويوم الفلج كان بين بكر بن وائل وبني كعب بن ربيعة.
واشتعلت نيران الحرب بين بكر وتغلب حوالي أوائل سنة 490 م، وذلك أن البسوس، وهي خالة جساس بن مرة الشيباني، كان لها ناقة يقال لها: سراب، فرآها كليب وائل في حماه، وقد كسرت بيض حمام، كان قد أجاره، فرمى ضرعها بسهم، فوثب جساس على كليب، فقتله، فهاجت حرب بكر وتغلب ابني وائل بسببها أربعين سنة، حتى ضربت العرب بشؤمها المثل (1). ومن أيام بكر وتغلب يوم واردات، يوم الذنائب، يوم التحالق، يوم الحنو، ويوم قضة.
ووقعة كانت بينهما عند سويقة (2).
ووقعة كانت بينهما بجبل أسود كانت الدبرة فيه على بكر.
وقد أصلح بين بكر وتغلب ابني وائل، الملك عمرو بن هند (3)، فقد أخذ من