عيون الأنباء في طبقات الأطباء - ابن أبي أصبيعة - الصفحة ٦٨٠
(فكيف مع قلة الجاري وخسته * والبعد عن كل ذي فضل وذي أدب) (فعد إلى جنة الدنيا فقد برزت * لمجتلي الحسن في أثوابها القشب) (ولا تقم بسواها مع حصول غنى * فالعمر فيما سواها غير محتسب) (واقطع زمانك طيبا في محاسنها * وعد إلى اللهو واللذات والطرب) (وبادر العمر قبل الفوت مغتنما * ما دمت حيا فإن الموت في الطلب) (وخذ عيانا إذا ما أمكنت فرص * ولا تبع طيب موجود بمرتقب) (فالعمر منصرم والوقت مغتنم * والدهر ذو غير فأنعم به تصب) (فاعمل بقولي ولا تجنح إلى أحد * ممن يفند من عمري وذي رغب) (يرى السعادة في نيل الحطام ولو * حواه مع نصب من سوء مكتسب) (فاستدرك الفائت المقضي في عمر * فليس بالنأي عن مثواك من كثب) (ولا تعش عيش ذي نقص وكن أبدا * ممن سمت همة منه على الشهب) (واغنم حياة أب ما زال ذا حزن * مذ غبت عنه لبعد منك مكتئب) (فلست تعدم مع رؤياه مكتسبا * يسد بالقنع من عري ومن سغب) (فالرأي ما قلته فاعمل به عجلا * ولا تصخ نحو فدم غير ذي حدب) (فغفلة المرء مع علم ومعرفة * عن واضح بين من أعجب العجب) البسيط فقلت في جوابه وكتب بها إليه (مولاي يا شرف الدين الذي بلغت * أدنى مساعيه أعلى رتبة بالأدب) (ومن سمت في سماء المجد همته * فأدركت في المعالي أرفع الرتب) (قد فاق بقراط في علم وفي حكم * وفاق سحبان في شعر وفي خطب) (له التصانيف في كل العلوم ولا * شيء يماثلها من سائر الكتب) (أقدارها قد علت في الناس وارتفعت * عن كل شبه كمثل السبعة الشهب) (فيها المعاني التي كالدر قد نظمت * في سلك خط وخير اللفظ منتخب) (ولا عجيب لدر كان مورده * من بحر علم لمولى في العلى دئب) (قد نال راحة تحصيل العلوم وما * من راحة حصلت إلا عن التعب) (ورام مسعاه أقوام وما بلغوا * البعض منه وكل جد في الطلب) (وكل علم وجود فهو منه إلى * من يجتديه كغيث دائم الصيب) (لله كم من أياد منه قد وصلت * إلي في سالف الأيام والحقب) (إني لأشكرها ما دمت مجتهدا * وشكر نعماه طول الدهر أجدر بي) (عندي من البين أشواق إليك كما * للناس في الجدب أشواق إلى السحب) (تهمي دموعي إذا ما غن ذكركم * على فؤاد بنار الشوق ملتهب)
(٦٨٠)
مفاتيح البحث: الموت (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 675 676 677 678 679 680 681 682 683 684 685 ... » »»