(قد كان لا رحم الرحمن شيبته * ولا سقى قبره من صيب الديم) (شيخا يرى الصلوات الخمس نافلة * ويستحل دم الحجاج في الحرم) البسيط أقول وصف العرقلة لأبي الحكم في هجوه إياه بأنه اشتر العين له سبب وهو أن أبا الحكم خرج ليلة وهو سكران من دار زين الملك أبي طالب بن الخياط فوقع فانشج وجهه فلما أصبح زاره الناس يسألونه كيف وقع فكتب هذه الأبيات وتركها عند رأسه فكان إذا سأله إنسان يعطيه الأبيات يقرؤها (وقعت على رأسي وطارت عمامتي * وضاع شمشكي وانبطحت على الأرض) (وقمت وأسراب الدماء بلحيتي * ووجهي وبعض الشر أهون من بعض) (قضى الله إني صرت في الحال هتكة * ولا حيلة للمرء فيما به يقضي) (ولا خير في قصف ولا في لذاذة * إذا لم يكن سكر إلى مثل ذا يفضي) الطويل وأخذ المرآة فرأى الجرح في وجهه غائرا تحت الجفن بعد وقعته فقال (ترك النبيذ بوجنتي * جرحا ككس النعجة) (ووقعت منبطحا على * وجهي وطارت عمتي) (وبقيت منهتكا فلو * لا الليل بانت سوءتي) (وعلمت أن جميع ذلك * من تمام اللذة) (من لي بأخرى مثل تلك * ولو بحلق اللحية) الكامل ومن شعر أبي الحكم وديوان شعره هو روايتي عن الشيخ شمس الدين أبي الفضل المطواع والكحال عن الحكيم أمين الدين أبي زكريا يحيى البياسي عن أبي المجد عن والده أبي الحكم المذكور قال يمدح الرئيس مؤيد الدين أبا الفوراس بن الصوفي (رقت لما بي إذ رأت أوصابي * وشكت فقصر وجدها عما بي) (ما ضر يا ذات اللما الممنوع لو * داويت حر جوى ببرد رضاب) (من هائم في حبكم متقنع * بمرار طيف أو برد جواب) (أن تسعفي بالقرب منك فإنما * تحيين نفسا آذنت بذهاب) (لا تنكري أن بان صبري بعدكم * واعتادني ولهي لعظم مصابي) (فالصبر في كل المواطن دائما * مستحسن إلا عن الأحباب) (هيهات أن يصفو الهوى لمتيم * لا بد من شهد هناك وصاب) (ما لي وللحدق المراض تذيبني * أترى لحيني وكلت بعذابي)
(٦١٦)