وأنشدني شيخنا علم الدين قيصر بن أبي القاسم بن عبد الغني بن مسافر الحنفي المهندس للحفيد أبي بكر بن زهر وهي بديعة المعنى كثيرة التجنيس (لله ما صنع الغرام بقلبه * أودى به لما ألب بلبه) (لباه لما أن دعاه وهكذا * من يدعه داعي الغرام يلبه) (بأبي الذي لا تستطيع لعجبه * رد السلام وإن شككت فعج به) (ظبي من الأتراك ما ترك الضنا * ألحاظه من سلوة لمحبه) (إن كنت تنكر ما جنى بلحاظة * في سلبه يوم الغوير فسل به) (أو شئت أن تلقى غزالا أغيدا * في سربه أسد العرين فسر به) (يا من أميلحه وأعذب ريقه * وأعزه وأذلني في حبه) (أو ما أليطف وردة في خده * وأرقها وأشد قسوة قلبه) (كم من خمار دون خمرة ريقه * وعذاب قلب دون رائق عذبه) (نادى بنفسج عارضيه تعمدا * يا عاشقين تمنعوا من قربه) الكامل ومن موشحاته مما أنشدني أبو عبد الله محمد سبط الحكيم أبي محمد عبد الله ابن الحفيد أبي بكر زهر وكان والد هذا المذكور أبي عبد الله وهو أبو مروان أحمد بن القاضي أبي عبد الله محمد بن أحمد ابن عبد الملك الباجي قد تزوج ببنت أبي محمد عبد الله بن الحفيد أبي بكر بن زهر ورزق منها أبا عبد الله محمد وكان أعني أبا مروان أحمد قد ملك أشبيلية وبقيت في يده تسعة أشهر ثم قتله ابن الأحمر غدرا في سنة ثلاثين وستمائة وكان عمره إذ ذاك سبعا وثلاثين سنة فمن ذلك قال وهي من أول قوله (زعمت أنفاسي الصعدا * إن أفراح الهوى نكد) (هام قلبي في معذبه * وأنا أشكو لمطلبه * إن كتمت الحب مت به) (وإذا ما صحت واكبدا * فرح الأعداء وانتقدوا) (أيها الباكي على الطلل * ومدير الراح بالأمل * أنا من عينيك في شغل) (فدع الدمع السفوح سدى * وضرام الشوق تتقد) (مقلة جادت بما ملكت * عرفت ذل الهوى فبكت * وشكت مما بها ورثت) (وفؤادي هائم أبدا * ما عليه * للسلو يد) (إن عيني لا أذنبها * أتعبت قلبي وأتعبها * لنجوم بت أرقبها) (رمت أن أحصي لها عددا * وهي لا يحصى لها عدد) (وغزال يغلب الأسدا * جئت لاستنجاز ما وعدا * فانزوى عني وقال غدا)
(٥٢٥)