عيون الأنباء في طبقات الأطباء - ابن أبي أصبيعة - الصفحة ٥٨
وكان من الأطباء المذكورين أيضا في الفترة التي بين أبقراط وجالينوس أبولونيوس وأرشيجانس وله أيضا كتب عدة في صناعة الطب ووجدت له من ذلك مما نقل إلى العربي كتاب أسقام الأرحام وعلاجها كتاب طبيعة الإنسان كتاب في النقرس ومن أولئك الأطباء أيضا دباسقوريدس الأول المفسر لكتب أبقراط وطيماوس الفلسطيني المفسر لكتب أبقراط أيضا ونباديطوس الملقب بموهبة الله في المعجونات وميسياوس المعروف بالمقسم للطب ومارس الحيلي الملقب بثاسلس باسم ذلك الذي ذكرناه في أصحاب الحيل وذلك لأنه وقع إليه كتاب بعد إحراق كتب ثاسلس الأول من كتب الحيليين فانتحله وقال لا صناعة غير صناعة الحيل وهي صناعة الطب الصحيحة وأراد أن يفسد الناس ويخرجهم عن اعتقادهم للقياس والتجربة ووضع في الحيل من ذلك الكتاب كتبا كثيرة فلم تزل مع الأطباء فبعض يقبلها وبعض لا حتى ظهر جالينوس فناقضه عليها وأفسدها وأحرق ما وجد منها وأبطبل هذه الصناعة الحيلية وأقريطن الملقب بالمزين وهو صاحب كتاب الزينة وقد نقل جالينوس عنه أشياء من كتابه في كتاب الميامر وأقاقيوس وجارمكسانس وأرثياثيوس وماريطوس وقاقولونس ومرقس وبرغالس وهرمس الطبيب ويولاس وحاحونا وحلمانس هؤلاء الاثنا عشر من الأطباء الذين أولهم أقريطن يعرفون بمعاضدة بعضهم لبعض وباتصال بعضهم ببعض في تأليف الأدوية لمنفعة الناس بالبروج الاثني عشر لأنها متصلة بعضها ببعض وفيلس الخلقدوني الملقب بالقادر من قبل أنه كان يتجرأ على العلاجات الصعبة ويشفيها ويعلو عليها ويقتدر ولا يخطئ له علاج وديمقراطيس الثاني وأفروسيس وأكسانقراطس وأفروديس وبطلميوس الطبيب وسقراطس الطبيب ومارقس الملقب بعاشق العلوم وسوروس وفوريس قادح العيون ونيادريطوس الملقب بالساهر وفرفوريوس التأليفي صاحب الكتب الكثيرة لأنه كان مع فلسفته مبرزا في الطب بارعا فيه قويا فمن قبل ذلك يسميه بعض الناس الفيلسوف وبعضهم الطبيب ودياسقوريدس العين زربي صاحب النفس الزكية النافع للناس المنفعة الجليلة المتعرب المنصور السائح في البلاد المقتبس لعلوم الأدوية المفردة من البراري والجزائر والبحار المصور لها المجرب المعدد لمنافعها قبل المسألة من أفاعيلها حتى إذا صحت عنده بالتجربة فوجدها قد خرجت بالمسألة غير مختلفة عن التجربة أثبت ذلك وصوره من مثله وهو رأس كل دواء مفرد وعنه أخذ جميع من جاء بعده ومنه ثقفوا على سائر ما يحتاجون إليه من الأدوية المفردة وطوبى لتلك النفس الطيبة التي شقيت بالتعب من محبتها لإيصال الخيرات إلى الناس كلهم وقال حنين ابن إسحاق إن دياسقوريدس كان اسمه عند قومه أزدش نياديش ومعناه بلغتهم
(٥٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 53 54 55 56 57 58 59 60 61 62 63 ... » »»