وكان ذا ثروة وغنى واسع وتوفي قريبا من سنة عشرين وأربعمائة وهو قد قارب ثمانين سنة قال وقرأت في بعض تآليفه أنه أخذ صناعة المنطق عن محمد بن عبدون الجبلي وعمر بن يونس بن أحمد الحراني وأحمد بن حفصون الفيلسوف وأبي عبد الله محمد بن إبراهيم القاضي النحوي وأبي عبد الله محمد بن مسعود البجائي ومحمد بن ميمون المعروف بمركوس وأبي القاسم فيد بن نجم وسعيد ابن فتحون السرقسطي المعروف بالحمار وأبي الحرث الأسقف تلميذ ربيع بن زيد الأسقف الفيلسوف وأبي مرين البجائي ومسلمه بن أحمد المرحيطي أحمد بن حكيم بن حفصون كان طبيبا عالما جيد القريحة حسن الفطنة دقيق النظر بصيرا بالمنطق مشرفا على كثير من علوم الفلسفة وكان متصلا بالحاجب جعفر الصقلبي ومستوليا على خاصته فأوصله بالحكم المستنصر بالله وخدمه بالطب إلى أن توفي الحاجب جعفر فأسقط حينئذ من ديوان الأطباء وبقي مخمولا إلى أن توفي ومات بعلة الإسهال أبو بكر أحمد بن جابر كان شيخا فاضلا في الطب حليما عفيفا وخدم المستنصر بالله بالطب وأدرك صدرا من دولة المؤيد وكان أولاد الناصر جميعهم يعتمدون على تعظيمه وتبجيله ومعرفة حقه وكان وجيها عندهم مؤتمنا وكذلك عند الرؤساء وكان أديبا فهما وكتب بخطه كتبا كثيرة في الطب والمجامع والفلسفة وعمر زمانا طويلا أبو عبد الله الملك الثقفي كان طبيبا أديبا عالما بكتاب أقليدس وبصناعة المساحة وخدم الناصر والمستنصر بصناعة الطب وكان أعرج وله في الطب نوادر وولاه المستنصر أو الناصر خزانة السلاح وعمي في آخر عمره بماء نزل في عينيه ومات بعلة الاستسقاء هارون بن موسى الأشبوني كان من شيوخ الأطباء وأخيارهم مؤتمنا مشهورا بأعمال اليد وخدم الناصر والمستنصر بصناعة الطب محمد بن عبدون الجبلي العذري رحل إلى المشرق سنة سبع وأربعين وثلاثمائة ودخل البصرة ولم يدخل بغداد وأتى مدينة فسطاط مصر ودبر مارستانها ومهر بالطب ونبل فيه وأحكم كثيرا من أصوله وعانى صناعة المنطق عناية صحيحة وكان شيخه فيها أبو سليمان محمد بن طاهر بن بهرام السجستاني البغدادي ورجع إلى
(٤٩٢)