عيون الأنباء في طبقات الأطباء - ابن أبي أصبيعة - الصفحة ٢٨٨
إسحق الكندي (وفي أربع مني حلت منك أربع * فما أنا أدرى أيهأ هاج لي كربي) (أوجهك في عيني أم الطعم في فمي * أم النطق في سمعي أم الحب في قلبي) الطويل فقال والله لقد قسمها تقسيما فلسفيا أقول ومن كلام الكندي قال في وصيته وليتق الله تعالى المتطبب ولا يخاطر فليس عن الأنفس عوض وقال وكما يجب أن يقال له أنه كان سبب عافية العليل وبرئه كذلك فليحذر أن يقال إنه كان سبب تلفه وموته وقال العاقل يظن أن فوق علمه علما فهو أبدا يتواضع لتلك الزيادة والجاهل يظن أنه قد تناهى فتمقته النفوس لذلك ومن كلامه مما أوصى به لولده أبي العباس نقلت ذلك من كتاب المقدمات لابن بختويه قال الكندي يا بني الأب رب والأخ فخ والعم غم والخال وبال والولد كمد والأقارب عقارب وقول لا يصرف البلا وقول نعم يزيل النعم وسماع الغناء برسام حاد لأن الإنسان يسمع فيطرب وينفق فيسرف فيفتقر فيغتم فيعتل فيموت والدينار محموم فإن صرفته مات والدرهم محبوس فإن أخرجته فر والناس سخرة فخذ شيئهم واحفظ شيئك ولا تقبل ممن قال اليمين الفاجرة فإنها تدع الديار بلاقع أقول وإن كانت هذه من وصية الكندي فقد صدق ما حكاه عنه ابن النديم البغدادي في كتابه فإنه قال إن الكندي كان بخيلا ومن شعر يعقوب بن إسحاق الكندي قال الشيخ أبو أحمد الحسن بن عبد الله بن سعيد العسكري اللغوي في كتاب الحكم والأمثال أنشدني أحمد بن جعفر قال أنشدني أحمد بن الطيب السرخسي قال أنشدني يعقوب بن إسحاق الكندي لنفسه (أناف الذنابى على الأرؤس * فغمض جفونك أو نكس) (وضائل سوادك واقبض يديك * وفي قعر بيتك فاستجلس) (وعند مليكك فابغ العلو * وبالوحدة اليوم فاستأنس) (فإن الغنى في قلوب الرجال * وإن التعزز بالأنفس) (وكائن ترى من أخي عسرة * غني وذي ثروة مفلس)
(٢٨٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 283 284 285 286 287 288 289 290 291 292 293 ... » »»