إلى تبوك من أرض الشام، وهي آخر غزواته، لغزو من انتهى إليه أنه قد تجمع من الروم وعاملة ولخم وجذام، فوجدهم قد تفرقوا فلم يلق كيدا، ونزلوا على عين فأمرهم رسول الله، صلى الله عليه وسلم، أن لا أحد يمس من مائها، فسبق إليها رجلان وهي تبض بشئ من ماء فجعلا يدخلان فيها سهمين ليكثر ماؤها فقال لهما رسول الله، صلى الله عليه وسلم: ما زلتما تبوكان منذ اليوم، فسميت بذلك تبوك، والبوك: إدخال اليد في شئ وتحريكه، ومنه باك الحمار الإتان إذا نزا عليها، يبوكها بوكا، وركز النبي، صلى الله عليه وسلم، عنزته فيها ثلاث ركزات، فجاشت ثلاث أعين، فهي تهمي بالماء إلى الآن، وأقام النبي، صلى الله عليه وسلم، بتبوك أياما حتى صالحه أهلها، ونفذ خالد ابن الوليد إلى دومة الجندل وقال له: ستجد صاحبها يصيد البقر، فكان كما قال، فأسره وقدم به على النبي، صلى الله عليه وسلم، فقال بجير بن بجرة الطائي يذكر ذلك:
تبارك سابق البقرات، إني رأيت الله يهدي كل هاد فمن يك حائدا عن ذي تبوك، فإنا قد أمرنا بالجهاد وبين تبوك والمدينة اثنتا عشرة مرحلة، وكان ابن عريض اليهودي قد طوى بئر تبوك لأنها كانت تنطم في كل وقت، وكان عمر بن الخطاب، رضي الله عنه ، أمره بذلك.
تبيل: بفتح أوله، وكسر ثانيه، وياء ساكنة، ولام:
كفر تبيل قرية في شرقي الفرات بين الرقة وبالس.
باب التاء والتاء وما يليهما تتا: كل واحد من التاءين مفتوح وفوق كل واحد نقطتان: بليد بمصر من أسفل الأرض، وهي كورة يقال لها كورة تمي وتتا. وبمصر أيضا بنا وببا وننا، وسأذكر كل واحدة في موضعها.
تتش: التاءان مضمومتان، والشين معجمة، وهو اسم رجل ينسب إليه موضع ببغداد: وهي سوق قرب المدرسة النظامية يقال له العقار التتشي، ومدرسة بالقرب منه لأصحاب أبي حنيفة يقال لها التتشية، وبيمارستان بباب الأزج يقال له التتشي، والجميع منسوب إلى خادم يقال له خمارتكين كان للملك تاج الدولة تتش بن ألب أرسلان بن داود ابن سلجوق، قالوا: وكان ثمن خمارتكين هذا في أول شرائه حملا ملحا، وعظم قدره عند السلطان محمد بن ملك شاه ونفذ أمره وكثرت أمواله وبنى ما بناه مما ذكرناه في بغداد، وبنى بين الري وسمنان رباطا عظيما لنفع الحاج والسابلة وغيرهم، وأمضى السلطان محمد ذلك كله، وجميع ما ذكرناه في بغداد موجود معمور الآن جار على أحسن نظام، عليه الوكلاء يجبون أمواله ويصرفونها في وجوهها، ومات خمارتكين هذا في رابع صفر سنة 508.
باب التاء والثاء وما يليهما تثلث: بفتح أوله، وسكون ثانيه، وفتح اللام، وثاء مثلثة أخرى: موضع، عن الزمخشري.
تثليث: بكسر اللام، وياء ساكنة، وثاء أخرى مثلثة: موضع بالحجاز قرب مكة، ويوم تثليث من أيام العرب بين بني سليم ومراد، قال محمد بن