بخراسان؟ فقلت: هو بنفسه حي، فتعجب من ذلك أشد التعجب وقال: أنا أعلم هذه القصيدة منذ كذا سنة. قال:
وسمعت أبا بكر محمد بن إبراهيم الجوري الأديب وهو يحدثنا عن أبي بكر بن دريد فقلت له أين كتبت عنه ولم تدخل العراق قال: كتبت (عنه) بفارس لما قدم على عبد الله بن محمد بن ميكال لتأديب ولده أبي العباس فقلت له: وأبو العباس إذ ذاك (صبي) قال: لا والله، إلا رجل إمام في الأدب والفروسية بحيث يشار إليه. ثم قال:
سمعت أبا عبد الله محمد بن الحسين الوضاحي (يقول سمعت أبا العباس بن ميكال يذكر صلة أبيه الدريدي في إنشائه المقصورة فيهم، قال الوضاحي فقلت: وأيش الذي وصل إليه من خاصة الشيخ؟ فقال: لم تصل يدي إذ ذاك إلا إلى ثلاث مئة دينار وضعتها في طبق كاغد ووضعتها بين يديه.
فأما سماعات أبي العباس بن ميكال فإنه لما وصل إلى فارس خصه عبدان الأهوازي بالمجلد الذي قرأه علينا وسمعت أبا علي الحافظ يقول: استفدت منها أكثر من مئة حديث.
وسمع الموطأ لمالك عن شيخ بحر فارس عن أبي مصعب. وعند منصرفه إلى نيسابور سمع من ابن خزيمة وحدث بضعة عشر عاما إملاء وقراءة وروى عنه أبو علي الحافظ في مصنفاته وأبو الحسين الحجاجي ومشايخنا وتوفي ليلة الاثنين الخامس عشر من صفر سنة اثنتين وستين وثلاث مئة، وصلى عليه ابنه الرئيس أبو محمد ودفن في مقبرة باب معمر وهو ابن اثنتين وتسعين سنة، ورئي بعد موته في المنام، فقيل له: ما فعل بك ربك؟ قال: غفر لي.
قيل: بماذا؟ قال: بأحاديث حدث بها الناس في أواخر عمري (1).
الميمذي: بالياء الساكنة (المنقوطة باثنتين من تحتها) بين الميمين، وفي آخرها الذال المعجمة، هذ النسبة إلى ميمذ.. (2) والمشهور بالنسبة إليها:
أبو إسحاق إبراهيم بن أحمد بن محمد بن عبد الله الميمذي القاضي سمع بالبصرة أبا محمد عبد الله بن محمد بن قريعة الأزدي قال ابن ماكولا: قالوا: إن الميمذي غير ثقة.