الأنساب - السمعاني - ج ٣ - الصفحة ٤٨٥
وأقلقني موت الكسائي بعده * وكادت بي الأرض الفضاء تميد هما عالمانا أوديا وتخرما * فما لهما في العالمين نديد ورأى; محمويه - وكان يعد من الابدال - في المنام محمد بن الحسن فقال له: يا أبا عبد الله إلى م صرت؟ قال لي: إني لم أجعلك وعاء للعلم وأنا أريد أن أعذبك! قلت: فما فعل أبو يوسف؟ قال: فوقي، قال: قلت: فما فعل أبو حنيفة؟ قال: فوق أبي يوسف بطبقات!
وأما الشيبانية: فطائفة من الخوارج من أصحاب شيبان بن سلمة الخارجي، وكان قد خرج في أيام أبي مسلم وهو المعين له ولعلي بن الكرماني على نصر بن سيار، ولما أعانهما برئت منه الخوارج، فلما قتل شيبان ذكر قوم توبته، فقالت الثعالبة: لا تصح توبة مثله، لأنه قتل المسلمين - يعنون موافقيهم - وأخذ أموالهم، ولا تقبل توبة من قتل مسلما وأخذ ماله إلا بأن يقتص من نفسه، ويرد المال أو يوهب له ذلك، وشيبان لم يفعل هذا، فافترقوا فيه فرقتين: فرقة صحت توبته عنها، وفرقة أكفرته.
وأبو الحسن علي بن محمد بن محمد بن عقبة بن همام بن الوليد بن عبد الله بن الحمارس بن سلمة بن سمير بن أسد بن همام بن مرة بن ذهل بن شيبان بن ذهل الشيباني الكوفي، من شيبان أهل الكوفة، حدث عن الخضر بن أبان الهاشمي، وإبراهيم بن أبي العنبس، وسليمان بن الربيع النهدي؟ وأبي الوليد بن برد الأنطاكي، ومحمد بن عبد الله بن سليمان الحضرمي. روى عنه أبو الحسن علي بن عمر الدارقطني، والحاكم أبو عبد الله محمد بن عبد الله الحافظ، وأبو محمد عبد الله بن يوسف بن مامويه الأصبهاني، وغيرهم. وكان ثقة أمينا، مقبول الشهادة عند الحكام قديما وحديثا، وكان قد أذن في مسجد حمزة بن حبيب الزيات نيفا وسبعين سنة. وقال محمد بن أحمد بن حماد بن سفيان الحافظ: الرئيس أبو الحسن الشيباني كان شيخ المصر والمنظور إليه، ومختار السلطان الأعظم والامراء والقضاة والعمال، لا يجاوزون قوله، يعدل الشهود، معدن الصدق، وكان حسن المذهب، صاحب جماعة وقراءة للقرآن وفقه في الدين، مات لسبع بقين من شهر رمضان سنة ثلاث وأربعين وثلاثمائة.
وأبو عمرو الشيباني: هو سعد بن إياس، وكان يقول: أذكر أني سمعت برسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا أرعى إبلا لأهلي بكاظمة وعاش مائة وعشرين سنة.
وأبو إسحاق الشيباني: هو سليمان بن أبي سليمان، توفي سنة تسع وعشرين ومائة.
(٤٨٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 480 481 482 483 484 485 486 487 488 489 490 ... » »»