ثم العين المهملة وفيها قاف بعد الألف، هذه قرية كبيرة على عشرة فراسخ أو خمسة عشر فرسخا من بغداد يقال لها دير العاقول، والنسبة إليها دير عاقولي أيضا، وكان شيخنا أبو الفضل محمد بن عمر بن يوسف الأموي يقال له قاضي دير العاقول لأنه كان ولي بها القضاء مدة. ومن المحدثين المعروفين من هذا الموضع أبو يحيى عبد الكريم بن الهيثم بن زياد بن عمران القطان الدير عاقولي، روى عن جماعة من الأئمة، منهم أبو اليمان الحكم بن نافع الحمصي، قال أبو حاتم بن حبان في كتاب الثقات: عبد الكريم بن الهيثم حدثني عنه ابنه محمد بن عبد الكريم في قريته وكان سافر إلى بغداد وواسط والبصرة والكوفة والشام ومصر، وسمع مسلم بن إبراهيم الأزدي وسليمان بن حرب وإبراهيم بن بشار وأبا نعيم الفضل بن دكين وأبا الوليد الطيالسي ومسدد بن مسرهد وأحمد بن صالح المصري وغيرهم، روى عنه أبو إسماعيل الترمذي وموسى بن هارون الحافظ وقاسم بن زكريا المطرز وعبد الله بن محمد البغوي ويحيى بن محمد بن صاعد والقاضي المحاملي وأبو سهل بن زياد القطان، وكان ثقة ثبتا صدوقا مأمونا، ومات بدير العاقول في شعبان سنة ثمان وسبعين ومائتين. وبلبل بن هارون الدير عاقولي، حدث عن نجيح بن إبراهيم الكوفي ومحمد بن عبدك القزاز، روى عنه أبو محمد بن السقاء الواسطي. وأبو الطيب يوسف بن أحمد بن سليمان الدير عاقولي الصوفي، نزيل نيسابور، ذكره الحاكم أبو عبد الله الحافظ في تاريخ نيسابور فقال: أقام عندنا في الجامع سنين، لم يأو إلا إلى الجامع، كان يذكر سماعه من أبي يعلى الموصلي وأقرانه، كتبت عنه سنة إحدى وأربعين وثلاثمائة، وأظنه مات بقرب ذلك، وكان ولد له ابن بنيسابور رأيته يطلب الحديث، وكان يلازم أبا القاسم الصوفي؟ (1).
الديري: بفتح الدال المهملة وسكون الياء المنقوطة باثنتين من تحتها وفي آخرها الراء، هذه النسبة إلى دير، وهو موضع بالبصرة يقال له نهر الدير، وهي قرية كبيرة، بت بها ليلة في انحداري إلى البصرة، والمشهور منها مجاشع الديري أظنه من أهل هذا الموضع لأنه بصري، كان عبدا صالحا، حكى عن أبي محمد حبيب العابد وغيره، روى عنه العباس بن الفضل الأزرق وعمار بن عثمان الحلبي. وعبد الكريم بن الهيثم الذي تقدم ذكره، يقال له