موصوفا بالأمانة، مذكورا بالعبادة، سمع أبا السائب سلم بن جنادة ويعقوب بن إبراهيم الدورقي والزبير بن بكار والفضل بن يعقوب الرخامي والفضل بن سهل الأعرج والحسن بن عرفة ومسلم بن الحجاج القشيري وخلقا يطول ذكرهم، روى عنه أبو العباس بن عقدة ومحمد بن الحسين الأجرى وأبو بكر بن الجعابي وأبو بكر بن المقرئ ومحمد بن المظفر وأبو عمر بن حيويه وأبو الحسن الدارقطني وأبو حفص بن شاهين وغيرهم، قال له يوما بعض أصحاب الحديث: لو زدتنا في القراءة فإن موضعك بعيد منا، ويشق علينا المجئ إليك في كل وقت فقال ابن مخلد: من هذا الموضوع كنت أمضي إلى المحدثين وأسمع منهم. وكان الدارقطني يقول: محمد بن مخلد ثقة مأمون. ولد قبل أبي عبد الله المحاملي بسنة، ومات بعده بسنة. ولد في شهر رمضان سنة 233 في السنة التي مات فيها يحيى بن معين، ومات في جمادى الآخرة سنة 331. وأما الهيثم (بن خلف) بن محمد.. (1) الدوري، من أهل بغداد، سمع عبيد الله بن عمر القواريري وعثمان بن أبي شيبة، روى عنه أبو بكر الشافعي وعلي بن محمد بن لؤلؤ، وتوفي في صفر سنة سبع وثلاثمائة، وكان أبو بكر بن المقرئ إذا حدث عنه قال: حدثنا هيثم ببغداد في الدور. وأما أبو الطيب محمد بن الفرخان بن روزبة (2) الدوري، انتسب إلى دور سر من رأى موضع بها، يروي عن أبي خليفة الفضل بن الحباب الجمحي أحاديث منكرة لا يتابع عليها (وروى عن الجنيد حكايات في الزهد والتصوف، مات قبل الثلاثمائة (3). وأما شيخنا أبو الفرج سعيد بن أبي الرجاء بن بكر بن منصور الصيرفي، يقال له الدوري فإنه كان يبيع الدور، وكان دلالا في بيعها، وكان أبو الفضل عبد الرحيم بن أحمد بن الاخوة البغدادي قال له: الدوري واشتهر بذلك، وكان شيخا صحيح السماع مكثرا مسندا سديدا، سمع جماعة من أصحاب أبي بكر بن المقرئ مثل أبي طاهر الثقفي وأبي الطيب بن شمة وأبي مسلم بن مهريزد وسبط بحرويه أبي القاسم السلمي (4) وغيرهم، سمعت منه الكثير والمصنفات الطوال، وكانت ولادته في حدود سنة أربعين وأربعمائة، ومات في سنة اثنتين وثلاثين وخمسمائة بأصبهان، وصل نعيه إلي وأنا ببغداد. وأما الدور فمحلة
(٥٠٤)