وأبا عيسى عبد الرحمن بن محمد بن زياد التأني (1) وغيرهم، سمع منه جماعة، وسمعت منه بهمذان في النوبة الثانية، قرأت عليه كتاب الاستئذان لابن المبارك من نسخة شهر دار الديلمي، وكانت ولادته ببغداد في حدود سنة خمسين وأربعمائة أو قبلها، وتوفي بهمذان في شهر ربيع الآخر سنة خمسين وخمسمائة. وأخوه أبو الفتوح الفتح ابن المظفر بن الحسين البرمكي، قيل إن جده الحسين هو أبو عبد الله الأمير شمس المعالي قابوس بن وشمكير من أولاد الرؤساء البغدادية الكبار، وكان شيخا نبيلا ظريفا متميزا، سافر عن بغداد وجال في الآفاق ورحل إلى البصرة وخراسان وأصبهان، سمع ببغداد أبا الحسين بن النقور وأبا محمد بن هزار مرد الصريفيني، وبأصبهان أبا عمرو بن أبي عبد الله بن منده، وبعبادان القاضي أبا الحسن عبد الوهاب بن عبد المنعم المالكي وجماعة كثيرة سواهم، وكانت ولادته سنة اثنتين وثلاثين وأربعمائة، وتوفي ببون بنواحي هراة في شهور سنة ثلاث وتسعين وأربعمائة. ومن القدماء أبو الحسن أحمد بن جعفر بن موسى بن يحيى بن خالد بن برمك النديم المعروف بجحظة البرمكي، كان حسب الأدب كثير الرواية للاخبار، متصرفا في فنون جمة من العلوم، عارفا بصناعة النجوم، حافظا لأطراف من النحو واللغة مليح الشعر مقبول الألفاظ حاضر النادرة، وأما صنعته في القناء فلم يلحقه فيها أحد، روى عنه شيئا من أخباره وبعض شعره أبو الفرج علي بن الحسين الأصبهاني وأبو عمر بن حيويه وأبو الحسن بن الجندي والقاضي المعافي بن زكريا الجريري وغيرهم، وكانت ولادة جحظة في شعبان سنة أربع وعشرين ومائتين، ووفاته سنة أربع وعشرين وثلاثمائة.
البرمويي: بفتح الباء المنقوطة بواحدة وسكون الراء وضم الميم وفي آخرها الياء، هذه النسبة لأبي الفضل محمد بن علي بن حيذر البرمويي، وسمعت بعضهم يقول أنه كان يدقق في الأمور الشرعية ويبالغ في الاحتياط حتى كأنه على الشعر، وهذه اللفظة بالعجمية برموي (2) فاشتهر بذلك ونسب إليه، وكان حسن السيرة جميل الظاهر والباطن، خدم المشايخ الكبار، وله أحوال سنية، سمع المشايخ المتأخرين وسمع أولاده مثل أبي الخير محمد بن أبي عمران الصفار وأبي عبد الله محمد بن الحسن المهربندقشايي وغيرهما، سمعت بعضهم يقول إن ختنا له - وكان منبسطا - واجهه بكلام خشن وخرج إلى حد الوحشة وكان الشيخ أبو الفضل ساكتا لا يجيبه بكلمة، فغضب الختن وقال: لا تجيبني بحرف ولا تنبس بكلمة، فقال