إسحاق المسوحي الحافظ الأصبهاني: وافيت البصرة فقال لي المحدثون بها: فيم جئت؟
قلت: طلب الحديث فقالوا: عندكم العباس بن يزيد البحراني؟ قلت: نعم، فقالوا:
ما تصنع عندنا؟ وسئل الدارقطني عنه فقال: ثقة مأمون (1)، ومات سنة ثمان وخمسين ومائتين. وزكريا بن عطية البحراني، سمع زكريا بن سليم وسلاما أبا المنذر. ويعقوب بن يوسف بن أبي عيسى البحراني، يحدث عن روح بن عبادة، روى عنه أبو بكر عبد الله بن أبي داود السجستاني.
البحتري: بضم الباء المنقوطة وسكون الحاء المهملة وضم التاء المنقوطة بنقطتين من فوق والراء المهملة بعده، هذه النسبة إلى بحتر وهو بطن من طيئ وهو بحتر بن عتود بن عنين بن سلامان بن ثعل بن عمرو بن الغوث بن جلهمة - وهو طيئ، والمشهور بهذه النسبة الشاعر المعروف أبو عبادة الوليد بن عبيد بن يحيى البحتري، مداح المتوكل، وكان من منبج الشام، ونسبته: الوليد بن عبيد بن يحيى بن عبيد بن شملال بن جابر بن سلمة بن مسهر بن الحارث بن خيثم (2) بن أبي حارثة بن جدي بن تدول بن بحتر بن عتود البحتري الطائي، ولد بمنبج وبها نشأ وتأدب، وخرج إلى العراق ومدح بها المتوكل على الله ووزيره الفتح بن خاقان وسائر الأكابر وعاد إلى بلده منبج ومات بها، روى عنه أشياء من شعره محمد بن يزيد المبرد ومحمد بن خلف من المرزبان وأبو عبد الله بن المحاملي ومحمد بن يحيى الصولي وعبد الله بن جعفر بن درستويه النحوي، وديوان شعره سائر مشهور، كنت حفظت منه أكثر من ألف بيت، قال البحتري: أنشدت أبا تمام يوما شيئا من شعري فأنشد بيت أوس بن حجر:
إذا مقرم منا ذرا حدنا به * تخمط فينا ناب آخر مقرم وقال نعيت إلى نفسي، فقلت: أعيذك بالله من هذا، فقال: إن عمري ليس يطول وقد نشأ مثلك لطيئ، أما علمت أن خالد بن صفوان المنقري رأى شبيب بن شيبة وهو من رهطه يتكلم فقال: يا بني نعي نفسي إلي إحسانك في كلامك لأنا أهل بيت ما نشأ فينا خطيب إلا مات من قبله، قال: فمات أبو تمام بعد سنة من قوله هذا. وكانت ولادة البحتري في سنة